منذ الإطاحة بحكم الإخوان وهناك مخاوف ومخاطر على نجاح خارطة الطريق، أهمها تعميق الانقسام المجتمعى وعدم وجود رؤية لدور الإخوان فى النظام السياسى، والخوف من انهيار تحالف 3 يوليو الذى يضم أحزابا وقوى سياسية وحركات شبابية ثورية، بينها تناقضات فى الأفكار والمصالح، لكن الخوف من الإخوان والدفاع عن كيان الدولة فرض على هذه القوى المتصارعة التحالف مع الجيش والشرطة لإنهاء حكم مرسى وجماعته.
المخاوف الثلاثة كانت وراء دعوتى للحوار والمصالحة مع الإخوان، وكانت أيضا وراء مطالبتى للقوى المدنية والجيش بالإفصاح عن رؤيتهم للعدالة الاجتماعية، وعلاقة الجيش بالسياسة فى قادم الأيام، وهل يترشح السيسى للرئاسة أم سيترك المجال لمعركة رئاسية يخوضها مدنيون؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تركت بلا إجابة، والأخطر أن سفينة الوطن ليس لها رئيس، بل هناك تعدد فى القيادة وربما تناقضات فى الرؤية، وهناك كثير من التصريحات المتضاربة للرئيس المؤقت، وللسيسى، وللببلاوى، وللوزراء، ولرئيس لجنة الخمسين، وهذا التضارب يؤكد غياب الرؤية وربما يشير إلى اختلافات وصراعات بشأن المستقبل.
باختصار النخبة السياسية التى تقود سفينة الوطن بعد 3 يوليو تفتقر للذكاء السياسى، وليس لديها خيال تماما كنخبة الإخوان التى تولت الحكم وفشلت بجدارة، ومع ذلك تنكر الواقع وترفض الاعتراف بانتفاضة 30 يونيو، وحجز مكان ودور للجماعة فى النظام السياسى، إذن الغباء السياسى فى حكم الإخوان وفى الحكم الجديد بعد 3 يوليو أجهد الوطن وضاعف من معاناة المواطنين، ويهدد الآن نجاح خارطة الطريق، والأمثلة كثيرة على غباء وسوء إداء الحكم الجديد وحكومة الببلاوى ولنأخذ منه مثلا الفشل فى حل مشكلة أنابيب البوتاجاز والتردد «والهرجلة» فى تسيير القطارات، وتنظيم المرور، والإعلان عن الحد الأعلى للأجور فى القطاع الحكومى فقط، ثم الإصرار على إصدار قانون التظاهر من دون حوار مجتمعى حقيقى أو استجابة واعية لملاحظات المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى يضم فى أغلبيته نشطاء وسياسيين من أنصار 3 يوليو.
ولن أناقش هنا الحكم الغريب الذى صدر على فتيات الإسكندرية أو الإصرار على المحاكمات العسكرية فى الدستور لأن الحكومة غير مسؤولة عما يدور فى لجنة الخمسين أو أحكام القضاء، كما أنها تبدو غير مسؤولة أيضا عن الصوت الواحد فى الإعلام، لأن المسؤولية هنا تقع على الحكم الجديد- متعدد الرؤوس- الذى أشاع مناخا غير ديمقراطى فلم يلتزم بحرية الإعلام وبحق النقد أو التطبيق الكامل لخريطة الطريق، ولم يلتزم أيضا بتمثيل أمين ومتوازن لكل شركاء 3 يوليو، وإنما هناك تحيز سافر للفلول ولأصحاب الحل الأمنى على حساب الحلول السياسية والاجتماعية، والمفارقة أن الفلول كانوا أول من هدم تحالف 3 يوليو، حيث اتهموا- بدون دليل أو محاكمة- شباب الثورة وكل من يخالفهم الرأى بالخيانة والعمالة والطابور الخامس.. هذه الممارسات تهدد بانهيار تحالف القوى والأحزاب المدنية، وتدعم من خطاب الإخوان ودعايتهم السوداء، لذلك وجب الحذر وتصحيح الأداء قبل فوات الأوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حسنين
تحالف 3 يوليو لن ينهار
عدد الردود 0
بواسطة:
البرئ
كلمة حق
التعليق فوق