إسراء عبد الفتاح

البرنامج... وأنا وأنت!

الجمعة، 08 نوفمبر 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلم أن هذا الموضوع قد قتل بحثا الأسبوع الماضى، ولكن أردت أن أسجل بعض النقاط حتى ربما أسترجعها ويسترجعها معى القراء فى وقت الحاجة إلى ذلك، فقد كانت صدمة كبيرة أصابت محبى ومتابعى د. باسم يوسف عقب قرار قناة سى بى سى وقف برنامجه الشهير «البرنامج» وتقديمها بيان اعتذار حول ما ورد من عبارات وصفتها بـ«إيحائية».. الصدمة أصابت كذلك منتقدى باسم يوسف الذين رأوا أنهم حتى لو اختلفوا معه فقرار إيقافه هو قرار خاطئ ومتعسف.

فإذا تحدثنا عن البيان الأول للقناة عقب الحلقة الأولى الذى كان يحتوى على اعتذار للمشاهدين لما تضمنته الحلقة من ألفاظ وإيحاءات وإهانة لرموز وطنية، فهناك أسباب جعلت هذا الاعتذار يفقد مصداقيته لدى الجمهور منها أن الألفاظ والإيحاءات التى نوهت عنها القناة لم تكن حديثة تخص هذه الحلقة فقط، ولكنها أداة استخدمها برنامج «البرنامج» طوال الفترة الماضية، وكأن مثلا القناة فوجئت بهذه الألفاظ ولم تتابع الحلقات السابقة للبرنامج قبل 30 يونيو وهذا طبعا عبث.

بالإضافة إلى أن إدارة القناة مثلا ليست تسير على نهج منع كل ما هو غير أخلاقى وتعتذر بعد كل ما يقدم فى القناة من فقرات أو برامج أو مسلسلات تحتوى على ألفاظ وإيحاءات..

فالمتابع للقناة يجدها قد عرضت على شاشتها فى شهر رمضان المبارك، شهر الفضيلة، حصريا مسلسل «حياة» الذى قال عنه العديد من النقاد إنه كان مليئا بالألفاظ الإيحائية والعلاقات غير المناسبة لمجتمعنا الشرقى والشتائم والسباب التى وصلت إلى حد سب الدين..

ولم نجد أى اعتذار من القناة للمشاهدين الكرام فى الشهر الفضيل!!
ومقارنة برنامج «البرنامج» بالقنوات الدينية لا أعتقد أنها مقارنة فى محلها..

فبرنامج «البرنامج» دوما ينتقد أداء هذه القنوات من التحريض على العنف والكراهية وسياسة تكفير البشر والخوض فى أعراض الكل.

أما عن إهانة الرموز الوطنية فالرموز نفسها يا سادة يا كرام أصدرت بيانا بأنها لم ولن تعلق على الحلقة الأولى، فلماذا المزايدة ولماذا أسلوب النقطة للعريس الجديد علشان يردها لك فى الأفراح.. أسلوب قديم فاسد قامت ثورتان ضده ولكن من يتعلم!!
وطبعا هذه النقطة أضرت وأساءت لمؤسسات الدولة التى اتهمها الكثيرون بأنها السبب الحقيقى وراء وقف البرنامج، مما اضطر مؤسسات الدولة، باختلافها رئاسية وعسكرية، أن تصدر بيانا تتبرأ من هذا الفعل والقرار الذى أساء لها وحملها فوق طاقتها فى وقت ينتظر الكثيرون أن تقع الإدارة الحالية، فهم يسنون السكاكين انتظارا لذبحها حتى لو كانت ضحية لأغبياء سذج لا يدركون طبيعة المرحلة وحساسيتها.

من جهة أخرى هناك من تحدث عن أن البرنامج أيضا لم يتفهم طبيعة المرحلة ويسخر من قادة البلاد، وهذا يعرض أمنها القومى وسيادتها للخطر، فأنا لا أتفق مع هذا التبرير، و أعتقد أنه مبالغ فيه، فكل من يرى البرنامج يعى جيدا الطابع الساخر الذى يتسم به البرنامج ولا أظن ولا أتخيل أن برنامج كهذا يهدد الأمن القومى وسيادة البلد، حتى وإن كان كذلك «رغم عدم قناعتى» فلابد من إيجاد حل منطقى مع استمرار عرضه وليس وقف البرنامج بشكل كامل.. لأن سلبيات هذا القرار تفوق بمراحل عديدة أى إيجابية واحدة متخيلة للبعض من وقفه.

أما عن الحلقة التى منعت، فبشهادة من حضر تسجيل الحلقة أنها ركزت على غياب المهنية فى الإعلام المصرى، و تناولت بشكل مكثف نقد وسخرية من البيان الأول لقناة سى بى سى وأداء الإعلام والإعلاميين فى الفترة الأخيرة وسياسة القناة التى وصفها البرنامج بأنها سياسة «مزدوجة المعايير والمبادئ» إذن فصاحب القناة يتصدى لحرية الرأى والتعبير عندما تتوجه ضده فقط، ويدعى أن قناته حرة إذا لم تمسه هو شخصيا هذه الحرية. أما إذا كانت الخلافات مادية فلتترفعوا عنها يا سادة من الطرفين وتذكروا مصلحة الوطن.

اعترضت منذ بداية ظهور بعض إيحاءات وألفاظ غير مألوفة فى حلقات البرنامج، ولكنى أمتلك ريموت كنترول أستطيع تغيير القناة وقتما أشاء ولكن لا أقبل أبدا أن يقف البرنامج.
وأى تكميم للأفواه أو كبت للحريات هو غباء سيدفع ثمنه الجميع، فلتتعلموا دروس ثورتين أو تتحملوا نتائج أفعالكم، فصدق من قال «من يريد جرنا للخلف سيقع تحت أقدام الجموع المندفعة طامحة فى الحرية».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة