نشرت الأسبوع الماضى نتائج هامة للغاية، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الخفافيش الصينية من فصيلة "حدوة الحصان horseshoe " هى مصدر الإصابة بفيروس السارس القاتل، والذى انتشر بشكل وبائى عام 2002 الماضى، ويعلق الدكتور أحمد سمير خير الله، مدرس الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة جامعة بنى سويف، على هذه النتائج، مشيراً إلى أن فيروس السارس (SARS-CoV) ينتمى إلى عائلة الكورونا، ويتميز بسرعة كبيرة فى الانتشار وقدرة مرضية مميتة، ويسبب الإصابة بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة.
ويتابع خير الله، مشيراً إلى أن النظرية القائلة بمسئولية الخفافيش عن انتشار المرض وأنها مصدر إصابة الإنسان بفيروس السارس ظلت قائمة لفترة طويلة، ولكن كل الفيروسات التى تم عزلها سابقاً من الخفافيش احتوت على موروثات بعيدة القرابة عن سلالات الفيروس التى تصيب الإنسان.
ولكن مؤخراً، وبتحليل عينات الحمض النووى الخاصة بسلالات من فيروس السارس التى تم عزلها خلال دراسة استهدفت إحدى فصائل خفافيش حدوة الحصان، التى توجد فى الصين، تمكن فريق بحثى من عزل سلالتين جديدتين تماماً من فيروس السارس، تتميز كليهما بصلتهما الوثيقة بالفيروس الذى يصيب الإنسان (SARS-CoV).
وأضاف الدكتور أحمد سمير خير الله، أن العلماء اكتشفوا ولأول مرة وجود هذه الفيروسات فى براز الخفافيش، وهو ما مكنهم من القيام بالتجارب المعملية التى أكدت صحة الفرضية السابقة، والتى أكدت قدرة فيروس السارس الموجود فى هذه الخفافيش على إصابة الإنسان مباشرة، بدون الحاجة إلى وجود الفيروسات فى أى حيوان آخر كوسيط لانتقال العدوى.
وكانت دراسة علمية حديثة أشرف عليها فريق دولى من الباحثين من الصين وأستراليا وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية، قد كشفت أن إحدى فصائل الخفافيش الصينية التى تعرف باسم خفاش "حدوة الحصان" horseshoe"، هى المصدر الرئيسى لانتشار وتفشى وباء السارس، خلال العقد الماضى، وأنه هو السبب فى انتقال المرض الخطير بشكل مباشر إلى الإنسان.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد أبحاث طويلة استمرت سنوات، حصلوا خلالها على العديد على عينات من الحمض النووى الخاصة بالخفافيش الصينية من فصيلة حدوة الحصان، وتم التأكد خلالها من هذه النتائج.
وتُعد المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس" أحد الأمراض التنفسية الخطيرة، والتى يسببها فيروس " SARS-CoV"، ويسمى فيروس الكورونا المرتبط بالسارس، وتبدأ أعراض المرض غالباً بظهور الحمى، وترتفع درجة حرارة الشخص المصاب لتتخطى 38 درجة مئوية، وقد يصاحبها أحياناً قشعريرة أو صداع أو شعور عام بعدم الراحة مقترناً ببعض الآلام فى الجسم، ويصاب الشخص بالسعال غالباً فى مدة تتراوح مابين يومين وسبعة أيَّام من بدء المرض مع ضيق فى التنفُّس، ويظهر على معظم المُصابين التهابٌ رئوى، وينتقل السارس بشكلٍ رئيسى من خلال الاتصال المباشر بالأشخاص المصابين عن طريق الهواء.
وجاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية نيتشر "Nature"، أحد أكثر الدوريات شهرة وأوسعها انتشاراً، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى الثلاثين من شهر أكتوبر الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة