ما نراه فى الشارع الآن ممن يحسبون أنفسهم على الثورة المصرية وهى منهم براء، هم باختصار النموذج الأكمل للانتهازية السياسية، مجرد «ضباع» ينهشون أطراف البلد بالأمر، وهم يرفعون الشعارات الرنانة حول الحقوق والحريات والنضال.
هؤلاء الضباع من أكلة الجيف، وأعضاء الطابور الخامس يكشفون أنفسهم من حيث أرادوا أن يعودوا للحياة السياسية من أشرف أبوابها «باب النضال فى مواجهة الظلم والقمع والإرهاب»، يواجهون الدولة المصرية التى تجتهد لتقف على قدميها، وتبنى مؤسساتها، لنظل أسرى الفوضى والمرحلة الانتقالية السائلة التى تسمح لأمثالهم بالنمو والانتشار والتمدد والاغتناء على حساب دمائنا وعافيتنا واقتصادنا.
هؤلاء الضباع الذين افتعلوا مواجهة عبثية مع الشرطة، بعد إقرار قانون التظاهر، لا يخدمون سوى المشروع الصهيو أمريكى الإخوانى، الذى لا يريد لخارطة الطريق أن تكتمل، لا يريد للدستور أن يخرج إلى النور، وأن يكتسب الشرعية بالاستفتاء الشعبى، لو لم يكن هؤلاء الانتهازيون الكذابون ضباعا، لو لم يستهدفوا عافية هذا البلد، الذى يسعى للنهوض على قدميه لانتظروا حتى تكتمل مؤسساته، ولتحلوا بالمسؤولية السياسية، وساعتها يخرجون مثلما سنخرج لنناضل من أجل الحريات والحقوق، أما أن يلتفوا على جانب الجيش الوطنى ساعة الحرب ليكونوا عونا لأعدائه، فهذا ليس له سوى اسم واحد «الخيانة».
المسؤولية السياسية التى لا يعرفها الضباع الانتهازيون الذين باعوا أنفسهم من زمن، وكشفهم المصريون فى الميادين والحوارى، تقتضى أن نقف مرحليا فى خندق الدولة المصرية، حتى اكتمال المؤسسات، وساعتها ننظر فى جميع القوانين الصادرة، ولنضغط على البرلمان المنتخب حتى يحقق «المثال» من «الواقع»، فنحن الآن نقبل بالنموذج الواقعى الذى يحقق الحد المقبول من الحقوق والحريات، وهو ما سنناضل من أجل تحويله إلى النموذج المثالى عند اكتمال مؤسسات الدولة.
الضباع لا يعرفون سوى أن يكونوا عبيدا لأسيادهم، للصيادين الكبار الذين يمنحونهم البقايا ليأكلوا ويعيشوا وسط الجيف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة