محمود صلاح

وحشتنى.. مصر!

الجمعة، 22 نوفمبر 2013 04:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وحشتنى.. مصر!
وحشنى صباح القاهرة الجميل، نسمة الصباح الندى على أوراق الشجر وزجاج النوافذ، وحشتنى وجوه المصريين الحلوة الطيبة ذاهبين إلى أعمالهم وأشغالهم مستبشرين متفائلين، وحشنى صوت محمد قنديل يغنى فى الراديو «يا حلو صبح يا حلو طل.. نهارنا أبيض نهارنا فل»!
وحشتنى القاهرة الفاطمية، أسعى إليها صباح كل جمعة، أتناول إفطارا على عربة فول عند باب زويلة و«شاى فى الخمسينة» على القهوة البلدى عند الناصية، أستنشق عطر مصر تجولا على الأقدام من الخيامية إلى الغورية وأصلى الجمعة فى سيدنا الحسين، وشيشة فى قهوة الفيشاوى!
وحشتنى ساعة العصارى فى بلدى وناس حلوين يحتسون الشاى بالليمون فى البلكونات، وعلى أسطح البيوت القديمة، والبعض يجلسون على أبواب البيوت فى الحوارى، وحشتنى علامات الرضى على وجوه الناس الراضية المتسامحة المتصالحة والحب فى العيون والقلوب!
وحشنى ليل القاهرة العبقرى والسهرانين وعشاق الحياة، وحشنى الأمان يمشى فى الشوارع مع الناس فى عز الليل، وحشتنى الرحمة والنخوة، والأبواب التى لا تعرف المفاتيح أو الترابيس، وحشنى الأمل يذهب إلى الفراش كل ليلة مع الناس التعبانين الشقيانين!
وحشنى الخير فى قلوب الناس، وحشتنى زوجة تنادى زوجها بكلمة «يا أخويا» وجيران أقرب من الأهل على بابك فى الحلوة والمرة، وحشنى ناس يحبون بعضهم البعض وأطباق طعام وحلوى تدور ذاهبة راجعة بين الجيران رحمة ومودة وحبا!
وحشنى الكلام الحلو على لسان الناس الذوق والاحترام، وحشنى قاموس لغة المصريين القديم، «السلامو عليكم» «نهاركم سعيد»، «اتفضل شاى»، «يا مرحب».
وحشتنى أمى ودعواتها لى أن يبعد الله عنى أولاد الحرام، وأن يجعل لى فى كل خطوة سلامة، وحشنى أبى يتعب ويشقى على البيت والعيال، يربى ويعلم ويحمل الفرحة إلى البيت فى بطيخة يعود بها فى يوم صيفى حار!
وحشتنى الدنيا.. وحشتنى الحياة. وحشتنى.. مصر!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة