كلما وقعت حادثة إرهابية ملعونة ينتفض بعض الأقزام، وينفون تورط جماعة الإخوان فى العملية، وللأسف فقد صار هذا السلوك القذر ديدنًا للكثيرين ممن يطلقون على أنفسهم اسم محللين أو ناشطين أو حقوقيين، وكأنه من المفترض أن يشترك محمد بديع بشحمه ولحمه فى كل عملية ليصدق هؤلاء الأقزام أن الإخوان جماعة إرهابية، وكأنه من المفترض أيضًا أن نرى تسجيلًا مصورًا لخيرت الشاطر وهو يفجّر نفسه فى كل واقعة، والحجة الجاهزة عند هؤلاء الأقزام أنه من غير المسموح به بأن نأخذ أحدًا بالشبهة دون دليل، وكأن كل هذه الحوادث التى أزهقت أرواح مئات المصريين، وأراقت دمهم لا تشكل دليلًا على أن الجماعة «إرهابية»، وأن أعضاءها «إرهابيون»، وأن كل أنشطتها «مجرمة»، وأن كل داعميها «خونة ومتواطئون».
بالورقة والقلم، احسب معى عدد العمليات الإرهابية التى شنها أنصار الجماعة منذ ثورة الشعب المصرى على حكم الإخوان إلى الآن، انظر إلى التقارير التى تدعى أنها «حقوقية»، والتى لا تهتم إلا برصد وتسجيل أكاذيب الإخوان، ولا تنظر إلى أعداد شهداء الشرطة والقوات المسلحة الذين تغتالهم كل يوم طلقات الغدر والخسة، فهل أصبحت منظمات «حقوق الإنسان» مقصورة على «حقوق الإخوان»؟ أم أن المرشد قد احتكر صفة الإنسانية ضمن ما احتكرته الجماعة أثناء حكمها؟
انظر إلى هذا التسجيل المصور الذى أذاعته جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية، والتى اعترفت فيه بمسؤوليتها عن تفجير مديرية أمن جنوب سيناء انتقامًا منها لما حدث فى فض تجمع رابعة العدوية الإرهابى، ثم انظر إلى ردود أفعال تنظيم الإخوان على مثل هذه الأحداث، لتتأكد أن «الإخوان» ليسوا أكثر من إرهابيين ولا أقل، فلم تصدر الجماعة بيانًا واحدًا لتدين فيه جماعة أنصار بيت المقدس، أو كتاب الفرقان، أو غيرهما من جماعات تابعة لتنظيم القاعدة. ولا تجهد نفسك فى البحث عن تصريحات لمرسى أو الشاطر أو بديع فى إدانة القاعدة لأنك لن تجد، بل على العكس تمامًا، ستجد أعلام القاعدة فى مظاهراتهم وتجمعاتهم الإرهابية، وستجد صور زعمائهم «بن لادن والظواهرى» معلقة على رقاب أتباعهم وفوق رؤوسهم، ثم يأتى أحد محامى الشيطان ليقول: هل تحاكم أحدًا على رفع صورة أو علم؟ ناسيًا أن رفع صورة الإرهابى تمجيد للإرهاب، وأن حمل علم القاعدة هو تكفير صريح للمجتمع، وهو الأمر الذى يزيد علامات التعجب حول مواقف كل من يدافع عن الإخوان الآن، ويظهر فى فضائيات الجماعة وحلفائها فى قناة الجزيرة، مدعيًا أنه يقول «الحق» مرتديًا ثياب الثورة والوطنية، بينما هو فى الحقيقة لا يقول إلا ما يملأ حسابه البنكى بخمسة آلاف دولار يتقاضاها عن كل ظهور فى فضائيات الخيانة.
علامات التعجب تزداد وتكبر ليس حول أقزام الجماعة وصبيانها فحسب، إنما حول الحكومة أيضًا التى لم تصدر قرارًا حتى الآن بحظر هذه الجماعة، واعتبارها جماعة إرهابية، وتجريم الانتماء إليها، وحل حزبها.. نعم جميع المطالبات بحل الجماعة، واعتبارها جماعة إرهابية تتداولها المحاكم الآن، لكن وضع مصر الملتهب لا يجب أن نرهنه ببيروقراطية التقاضى، وجداول القضايا، بل يجب أن تتخذ الحكومة كل ما فى وسعها من أجل استقرار مصر، وحماية أراضيها وشبابها من هذه الجماعات التخريبية التى لن تتورع أبدًا عن إعدام الشعب المصرى كله فى مقابل عودة «الكريه» محمد مرسى إلى الحكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة