تتصف الذات الإلهية بالعدالة المطلقة، وقد أبلغنا هذه الحقيقة التى لا يتسرب إليها أدنى شك عن طريق رسله الكرام عليهم السلام، وأيضا بالمنطق السليم أن الله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه، وبالتالى فإن الظلم محرم علينا إذا كنا مؤمنين حقا نحب الله سبحانه وتعالى ربنا العظيم ولا نريد أن نفعل ما لا يرضيه. ولكى لا يقع العبد أو الأمة فى عالم الظلم المظلم بكل ما فيه من مخلوقات قبيحة ومنحطة وبكل صرخات المظلومين وجلاديهم من الظلمة وأهل الباطل والدمار فعلى العبد عدم الخنوع والخضوع للنفس الأمارة بالسوء وبالشر بكل صوره وأشكاله الحقيرة والأنانية. الحقيقة التى لا مفر منها وكل الأدلة والتجارب الإنسانية تثبتها هى أن الظلم ظلمات فى الدنيا ثم فى الآخرة، وفى الحالتين الظلم عذاب وظلام ومن يقبل به هو من المؤكد كائن شرير ومظلم.
الحياة هى أكبر اختبار يواجهه الإنسان والمغريات فيها كثيرة وعدونا الأول هو الشيطان الملعون، الذى أقسم منذ بدء الخليقة بأن يجعل مآل الإنسان الجحيم، حيث سيستقر الملعون أبد الدهر. ولقد قال الله تعالى للإنسانية جمعاء «ألم أعهد إليكم يا بنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين … ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون» والعبادة هنا هى الطاعة والالتزام وأيضا حب الاستغراق فى طريق الشر والظلام والتمسك به، فالقلوب تتبع من تهوى.
ولعلم سيد الخلق عليه الصلاة والسلام بحجم التحدى وهو مواجهة النفس الأمارة بالسوء والشيطان الملعون، فعلمنا أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء قائلا: «اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه» حتى لا يصور الشيطان الملعون لنا الخير على أنه شر والشر والظلم على أنه خير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة