عاد لنا يوم 6 أكتوبر، عاد إلى مصر وإلى شعبها بعد أن حاول الإخوان سرقته فى العام الماضى، لنجد أن الاحتفال بيوم النصر على إسرائيل يحضره ويقدمه ويؤرخ له قتلة السادات صاحب قرار العبور «!!» والله ولا الخيال..!!.. ما كان يحدث فى هذه الشهور الاثنى عشر التى حكمنا فيها الدكتور محمد مرسى هو أغرب من مسرح العبث.. المهم أن أعظم إنجازات الشعب المصرى عادت إلينا ومن حقنا اليوم أن نباهى بهذا النصر الذى أكد خبراء الحروب فى العالم أن خطة العبور عام 73، هى أعظم خطة عسكرية على مستوى العالم.. وهى ترسم لنا ملامح الشخصية المصرية العبقرية التى تعرف تاريخنا وتعرف أيضاً الصبر والجهاد الحقيقى لتخرج فى الوقت المناسب لتقول كلمتها.. هذا الانتصار العظيم فى السادس من أكتوبر يستعيد فى كل عام حماسنا نحو التحديات التى تواجهنا ولهذا فأنا أرى أن ما حدث فى الثلاثين من يونيو الماضى كان إحياء روح البطولة والحماسة الوطنية.. لقد أحيا الفريق أول عبدالفتاح السيسى روح البطولة التى ذكرتنا بانتصار السادس من أكتوبر 1973 - وكأن الأربعين عاماً هذه كانت وقوداً لأعظم ثورة وهى تشكل سلسلة من الكفاح المصرى العربى، لعل العالم الغربى وعلى رأسه أمريكا يدركون ما هى الشخصية المصرية، وجذورها وعبقريتها.. وما دمنا نحتفل هذه الأيام بالسادس من أكتوبر فمن حقنا أن نرد الحق لأصحابه.. حتى لا تنسى الأجيال تألق الجندى المصرى وبراعة الرئيس محمد أنور السادات الذى اختزن كل مواهبه وذكائه ودهائه السياسى فى رسم خطة العبور العظيم، فكان هذا التكتيك المدهش الذى حير العدو وأدهش العالم.. وقد اعتمدت خطة السادات على تمويه الحقائق وإخفاء الواقع عن الغرب وخاصة أمريكا.. كانت عملية تخدير للإرادة المساندة لإسرائيل وكان النجاح حليفنا ولهذا فحين جلس السادات مع بيجن وكارتر أثناء محادثات السلام فى كامب ديفيد..
كانت أجندة بيجن تعتمد تفسير اقتراحات السادات وكأنها ألغاز وقراءة ما بين سطور كلامه.. هذه حقائق لابد أن يعرفها أبناء ثورة 30 يونيو.. وما دمنا نتحدث عن أعظم إنجازين فى العصر الحديث فلابد أن نتحمل أعباء السنوات القادمة بعقل يعرف أن هناك تحديات كثيرة تحاول أن تعود بمصر إلى الوراء.. يجب أن تكون روح أكتوبر وروح 30 يونيو فى دمائنا دائماً نحو اليقظة لحماية الوطن.. يجب أن يدرك الجيل الجديد ما هى الأعباء المثقلة التى تؤهله لأن يكون دائماً فى صورة جندى أكتوبر وكيف يكون فى حجم الأمانة التى ألقاها الشعب عليه يوم 30 يونيو، وفى كل يوم تتكشف مؤامرات أمريكية جديدة تؤكد أنها كانت تخطط لتقسيم مصر وإلى نشر الفوضى والبلبلة والفتن الطائفية داخل البلاد هذه هى اللحظة الحاسمة التى نستمدها من هذه الأيام الخالدة التى نعيشها فى ذكرى 6 أكتوبر، علينا أن نعى الدرس تماماً.. مصر لم تعد مجرد دولة صغيرة، مصر بعد السادس من أكتوبر أصبحت دولة تقرر مصيرها بنفسها ولا تنتظر من يقرر لها المصير.. وفى الثلاثين من يونيو الماضى أصبحت دولة تحكم وتقرر ولا تقبل أبداً أى قيود أو أى محاذير أو أى ضغوط من أحد.. بعد هذين الحدثين العظيمين 6 أكتوبر و30 يونيو مصر أصبحت قوة لا يستهان بها، وصارت دولة محورية باعتراف الجميع هى حجر زاوية الشرق الأوسط.. اليوم استعاد الوطن أفراحه وصرنا نحتفل بأعظم انتصاراتنا التى كادت أن تسرق منا فى غفلة من الزمن.. حقاً 6 أكتوبر و30 يونيو وجهان لعبقرية الوطن. عبقرية الشعب.. عبقرية أجيال المستقبل.
اليوم علينا أن نستعيد كرامة وروح السادس من أكتوبر وكبرياء الثلاثين من يونيو.. ليدرك الشباب ما هى مصر وما هى الشخصية المصرية وما هى عبقرية هذا الشعب الذى غير من ملامح التاريخ البشرى وغير من سياسات الدول العظمى.. هذه هى مصر.. مصر أم الدنيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة