لم نفاجأ بما فعله أعضاء جماعة الإخوان المحظورة عندما قاموا بالتجمع فى ميدان التحرير للتظاهر ضد الجيش والنظام الحالى، فالجماعة فشلت منذ جمعة كشف الحساب عقب مرور 100 يوم من حكم الرئيس السابق محمد مرسى، وطردهم من ميدان التحرير، فى الدخول لهذا الميدان، حيث رفضت كل القوى السياسية أن يكون للجماعة أى تواجد فى هذا الميدان الذى أعتقد أنه أصبح محرمًا عليها ليوم الدين، حتى بعد أن تحولت الجماعة إلى قوى معارضة بعد الإطاحة بممثلها فى قصر الاتحادية الرئيس السابق محمد مرسى، ويبدو أن محاولات الجماعة المستمرة للعودة لميدان التحرير هى أحد أهم أهدافها، وبالرغم من المحاولات المستمرة للجماعة فى إنتاج وخلق ميادين أخرى مشابهة لميدان التحرير بعد أن تم طردهم من ميدانى النهضة ورابعة، فإن حلم الجماعة هو العودة للتحرير.
وما حدث مساء الثلاثاء الماضى، ومحاولة أعضاء الجماعة غزو ميدان التحرير لم يكن هذه المرة بهدف دخول الميدان بقدر إيصال رسالتين من الجماعة، الأولى رسالة داخلية هدفها عمل بروفة لما قد يحدث فى 6 أكتوبر القادم، حيث أعلنت الجماعة عن مظاهرات ضخمة تحت أسماء مختلفة، ووضعت ميدان التحرير هدفًا رئيسيًا لاحتلاله والعودة إليه، وما قامت به مساء الثلاثاء لم يكن سوى بروفة لكوادرها، لكى حتى يتم تنفيذ مخططها يوم السادس من أكتوبر.
الرسالة الثانية التى تريد الجماعة المحظورة إيصالها من غزوة ميدان التحرير كانت موجهة إلى السيدة كاثرين آشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية، والتى تزور مصر الآن، وستجرى مباحثات مع قيادات فى المحظورة، وما يسمى بتحالف دعم الشرعية.. فالجماعة تريد أن تقول لآشتون إن تواجدها فى الشارع كبير، وإن مظاهراتها موجودة فى كل ميادين مصر بما فيها التحرير، ومن المؤكد أن الجماعة ستقدم لآشتون سيديهات مفبركة ومنقولة من قناة الجزيرة عن مظاهرات الإخوان الوهمية، فى محاولة من الجماعة للترويج للأكاذيب التى يعدون فيها منذ الإطاحة بهم من الحكم، وهى الأوهام التى ظلت قيادات الجماعة تروج لها، وتزعم أن طرد مرسى من قصر الاتحادية سيقابل بمظاهرات عارمة، وهو الوهم الذى تريد الجماعة تصديره للخارج، خاصة كاثرين آشتون، لهذا سعت قيادات الجماعة إلى أن تستقبلها بمظاهرات فاشلة فى ميدان التحرير فيما عرف بـ«غزوة التحرير»، والتى لم يكتب لها النجاح بسببب تصدى المواطنين للهجمة الإخوانية على التحرير، وأنا على يقين بأن الإخوان لن تكرر عملية غزو التحرير مرة أخرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة