- إنتوا بتكفَّرونا
- أنتم ترون مخالفيكم كفارا وتعتبرون كل من سواكم كفارا مخلدين فى النار
- تكفيريون خوارج أنتم مهما أنكرتم
صيغ متنوعة لتهمة معلبة ومملة و«اصطنبة» جاهزة ومتكررة تلقى فى وجه أى ملتح أو منتسب للتيار الإسلامى يحاول أن يتكلم أو يقول رأيه، تهمة تُعاد بشكل دورى على مسامع الناس فى الإعلام وتطالعها أبصارهم بين سطور المقالات والتحقيقات الصحفية التى لم يعد لكثير منها همّ إلا ترسيخها وتثبيتها، لذا لم يعد مستغربا أن تراها تطاردك فى كل مكان وتطل من كل حوار ورسالة، وقد ترسخت فى وجدان الناس وصاروا يعتبرونها أمرا مسلما قطعيا، ما دمت متدينا أو يبدو عليك سمت إسلامى، فأنت لا محالة تكفيرى ما تحاولش تنكر التهمة ملتصقة بك «كده كده» مهما حاولت «تفلفص» منها مهما تعجبت وضربت أخماسا فى أسداس وحاولت جهدك أن تفتش فى خزائن ذكرياتك عن المواطن التى كفَّرت فيها الناس أو الحلقات والمقالات التى رميت فيها المجتمع بالكفر والإلحاد كل هذا لن يفيدك بل حتى لو وجدت فى خزائن الذكريات عكسه وارتطمت عيناك وشنفت آذانك مواطن رفضك لفكرة تكفير المجتمع أو رمى الخلق بالكفر دون برهان من الله، فكل ذلك أيضا لن يفيدك.. تكفيرى أنت لا محالة، ألم يقل فلان كذا؟ ألم يكتب علان كذا؟ ألم يصرح ترتان بكذا؟ خلاص تبقى إنت كمان مكفَّراتى.. يا سيدى أنا مالى، أنا لا أحمل فى بطاقتى إلا اسما هو ليس من تلك الأسماء وليس مسؤولا إلا عن قوله ما تتعبش نفسك، إنت تكفيرى بس مش واخد بالك مش بس تكفيري ده إنت متأسلم وتاجر دين وبالمرة إرهابى، طبعا كل تهمة من دول تحتاج مقالا كاملا لمدارستها لكن خلينا فى التكفير ولنتكلم عنه بشكل تنظيرى موضوعى بحت ما هو التكفير؟! الجواب: هو وصف شخص أو فعل معين بالكفر، طيب هل هو محظور فى أصله؟ الجواب: لا.
فى أى ملة ودين يوجد ما يسمى بالكفر كما يوجد الإيمان وفى الكتب السماوية لكل ملة تجد وصفا مفصلا ومتكررا لمن كفروا بها، ولطالما ذكر فعل الكفر فى كل دين مرتبطا بأفعال ومعتقدات معينة من فعلها فهو كافر بتلك الملة ومن الطبيعى أن من اعتنق دينا فهو كافر بغيره وإلا فلماذا لم يعتنق ذلك الدين الآخر؟!
هذه بديهيات.. بل هو ابتداءً شرط لصحة معتقدك واستمساكك بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها.. نعم.. الكلام كما قرأته تماما الكفر هنا شرط أوَّلِى لصحة المعتقد، قال الله: «فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها». إذن فمعتقدك يحمل الكفر والإيمان معا فلكى تكون موحدا لابد أن تكون كافرا بكل معبود يُعبد من دون الله، وهو ما يعرف بالطاغوت الذى طغى وجاوز حد العبودية.. الأمر إذن يحمل تفصيلا.. أين المشكلة إذا؟! المشكلة فى التوسع فى التكفير أو التكفير بمجرد فعل الذنوب دون استحلالها أو إطلاق الكفر على شخص معين دون استيفاء الشروط الشرعية، وانتفاء الموانع وثبوت الحجة وهذا التوسع والاجتراء على هذا الحكم «الشرعى» على شخص أو مجموعة معينة يرفضه ويحذر منه الجميع إلا بعض الغلاة والجهلة، وبعض مستحليه من فرق معينة يخالف اعتقادها معتقد أهل السنة فيكفرون مثلا فاعل الكبيرة بمجرد فعلها حتى لو لم يستحلها، وهؤلاء عرفوا بجماعات التكفير والهجرة وقديما سُمى أسلافهم بالخوارج، أما من لم يعتقد هذا الاعتقاد وتحرز من ترهيب النبى لمن قال لأخيه يا كافر خشية أن يكون هو أحدهما الذى يبوء بها، ومن قدر الأمر حق قدره وعلم خطورته ما علاقته بما سبق؟! لماذا تصر على كونه تكفيريا؟! هذا ما نكمل مناقشته فى المقال القادم إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
البرئ
انك اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
عدد الردود 0
بواسطة:
البرئ
انك اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير دبور
للاسف هو مايحدث