مرة أخرى يهدد حزب النور بالانسحاب من لجنة الخمسين لإعداد الدستور ونحن فى المراحل الأخيرة من الصياغة، وإنهاء الجدل حول المواد الخلافية والتصويت المبدئى على المواد.
أولى الذرائع القديمة - الجديدة التى يستند إليها حزب النور وممثله، هى المادة 219 من الدستور، فهو يصر على الإبقاء عليها، وتغليب وجهة نظره على اللجنة بجميع أعضائها، ومبرره فى ذلك أن هذه المادة هى التى تحافظ على هوية الدولة الإسلامية!
يغيب عن حزب النور أنه بإصراره على المادة 219 أو حذف كلمة مبادئ من المادة الثانية يفتئت على الأزهر الشريف الحاضر بقوة فى لجنة الخمسين والمنوط به أولا الحفاظ على هوية الدولة وإسلامها الوسطى، بعيدا عن المتطرفين والتكفيرين، وضيقى الأفق، وأصحاب التفاسير المغرضة لكتاب الله.
ويغيب عن حزب النور أيضا أنه لا يصح أن يحتكر لنفسه الدفاع عن هوية الدولة، وكأن سائر الأعضاء فى اللجنة لا يهمهم الحفاظ عليها، أو يعملون على إهدار هوية الدولة.
نقول إن الحزب بصريح العبارة، لا يهمه من قريب أو بعيد هوية الدولة ويعلم علم اليقين، أن الأزهر الشريف وأعضاء الخمسين أكثر حرصا على هذه الهوية، وإنما هى خطة محكمة للتصعيد التدريجى بالتزامن مع مراحل إنهاء الدستور.
وكما قلنا سابقا، سوف ينسحب «النور» من لجنة الخمسين فى معركة مفتعلة، يزج فيها بالإسلام وهوية الدولة، يستطيع من خلالها الانتقال بقواعده فى الشارع إلى مربع الجماعة المحظورة، التى بدورها تصعّد فى تراك مواز، بالتزامن مع محاكمة الرئيس المعزول فى قضايا التخابر وقتل المتظاهرين وفى لحظة معينة متفق عليها، يخرج النور وقواعده ليلتقى بقواعد الإخوان، بهدف إفساد الاستفتاء الشعبى على الدستور، أولا من خلال الدعم بالحشد الواسع للتصويت بـ«لا»، وثاينا، للدفع بوجود تزوير فى نتائج الاستفتاء حال تجاهل الأغلبية الساحقة إن شاء الله لمخططات النور والإخوان.
الخلاصة أنه كلما دخلت خارطة الطريق فى مراحلها المتقدمة، كشف أعضاء الطابور الخامس عن وجوههم تدريجيا، وصولا إلى معركة فاصلة، على الجميع أن ينتبهوا لها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة