ما الذى استفاده شعب مصر من ثورة 25 يناير؟ وما الذى حدث للمصريين من خير أو شر خلال السنوات الثلاث الماضية؟ هل كسبنا ماذا كسبنا.. أم خسرنا وماذا خسرنا؟.. أكبر مكسب حصل عليه المصريون كان إدراكهم أنهم شعب قادر على الثورة والتمرد، وكنا فى الماضى نقول إننا شعب ضعيف خانع يخاف ولا يختشى تعود على الذل واستكان للقهر!
ثورة 25 يناير فجرت طاقات الغضب فى نفوسنا.. فى بداية مظاهرات الثورة، خرج المصريون بجرأة لم يكونوا يعرفونها للإعلان عن الغضب والرفض لما آلت إليه أحوال البلاد، لكن فى الشوارع والميادين ارتفع سقف مطالبنا إلى تغيير النظام ورؤوس النظام، كان أول مكسب لنا من ثورتنا أننا عرفنا أننا قادرون على الثورة والإطاحة حتى بعرش الرئاسة، وعرفنا أن الشعب قوى وليس ذليلا بلا حول ولا قوة، وحدثت المعجزة ونجحت الثورة فى إسقاط حكم مبارك، لكن أمام هذا المكسب التاريخى سقطنا كالأغبياء فى قبضة عصابة دولية حقيقية سرقونا وسرقوا الحكم وأرادوا سرقة مصر نفسها، أما المكسب الثانى فكان أننا عرفنا قدرتنا على الثورة مرة ثانية وفى وقت قياسى، رفضنا حكم الإخوان واعترضنا على محاولاتهم تغيير هوية بلدنا وسرقة مستقبل أولادنا لكن كانت هناك خسائر بالغة وفاتورة باهظة، دفعناها ولا نزال نسددها حتى اليوم!
انهارت أحوال مصر الاقتصادية خلال السنوات الثلاث الماضية كما لم يحدث فى تاريخ هذا البلد، توقفت أحوال الناس وانتقلت للأسوأ، السياحة ضربوها فى مقتل وخسرنا ومازلنا نخسر مليارات الجنيهات كانت تأتى من السياحة والسياح، أغلقت آلاف الشركات والمصانع أبوابها وتم فصل وتشريد مئات الآلاف من الموظفين والعمال، زادت نسبة البطالة وتوحش غول الغلاء وارتفاع الأسعار، لم يتحسن حال التعليم ذرة واحدة ومازال المواطن المصرى يذهب للمستشفيات العامة ليموت وليس للعلاج والشفاء، الشوارع لا تزال مختنقة بالزحام والقمامة تعيش وتتزايد حولنا ونحن نعيش فوقها، ويبدو أننا سوف نموت وندفن فى وسطها! طلبنا العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، العيش أصبح صعبا والحرية يريد الإخوان والإرهاب ألا نتمتع بها يوما، والعدالة مازال مشوارها طويلا، أما الأمل فيأتى فى الصباح، ويذهب مع الغروب! والخوف أن يذوب ذات غروب ولا يأتى مع أى صباح.. وهذا ليس تشاؤمًا.. إنما مجرد تخوف وإحساس.
يا رب.. كذّب إحساسى!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة