عمرو جاد

الذى يخشاه وزير المالية (1-2)

الأربعاء، 02 أكتوبر 2013 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفظ الدكتور أحمد جلال وزير المالية بعدد من الملفات الخطيرة فى أدراج مكتبه، لا يملك فى الوقت الحالى أن يناقشها أو حتى مجرد التفكير فيها، ربما بفعل قناعته حول دور الحكومة الحالية فى كونها «انتقالية» من وجهة نظره، متناسيا أن رئيسه فى هذه الحكومة يعتبرها «تأسيسية» تبنى قواعد المستقبل، وإذا أحسنا الظن فقد يكون الرجل مهتما بما يراه هو أكبر وأخطر من تفاصيل كهذه تشغله عن الهدف الأسمى المتمثل فى الدفع باقتصاد هذا البلد للخروج من ضيق الأزمة إلى براح البناء.

يُخطىء الوزير إذا ارتضى لنفسه بهذه القناعة بالفكرة المثالية عن أهمية الدور الذى يقوم به، فتلك الملفات «التفاصيل» التى يخشاها الوزير وترتعش يداه بمجرد اقترابها، ولو سهوا من الأدراج، تمثل صلب ما تعانيه وزارة المالية المصرية، فثمة قيادات تبدى درايتها بتفاصيل العمل داخل الوزارة لكى تثبت لكل وزير قادم، أنه سيغرق فى بحر الروتين الحكومى، لو شغل نفسه بدهاليز القرارات ومتاهات المنشورات الرسمية، ويقنعونه بأنه جاء ليضع الاستراتيجيات والأهداف الكبرى، ويدع سفاسف الأمور للموظفين الكواحيل أمثالهم.

أنت مخطىء يا سيادة الوزير، لأنك لم تؤمن منذ اللحظة الأولى خطوت فيها لمكتبك بالوزارة بضرورة الإلمام بالتفاصيل، حتى وإن كانت تافهة، لم تهتم بالسوس الذى يتقافز تحت كرسيك، بحجة أنك أتيت لتحارب الثعابين التى تسعى بين جنبات الوزارة بفعل التقلب السياسى، والفوضى العارمة التى انتقلت من الشارع إلى جنبات الدولاب الحكومى، لا تصدق يا سيادة الوزير هؤلاء الذين يميلون على أذنك همسا بنصيحة قد تودى بتاريخك المهنى الناصع، بعضهم يحافظ على منصبه، والآخر يراهن على رحيلك فى أقرب فرصة، احذر الذين يقولون لك «ده كلام جرايد»، وتعلم الدرس ممن سبقوك الذين ارتاحوا لأجهزتهم الإعلامية الفاشلة فى تصوير الأمور وكأنها على مايرام، وأن كل ناقد حاقد، وكل مهاجم مأجور، فكان مصير هؤلاء بين جدران السجن، وأسوأ المراتب فى التاريخ.. سيادة الوزير، إذا كنت حقا عضوا فى «حكومة قلبها جامد» فما الذى تخشاه إذن؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة