أكثر علامتين لمعرفة الشخص المنتمى للإخوان، أن يقول «أنا مش إخوان»، أو يغضب بشدة عندما يسمع أغنية «تسلم الأيادى».. وهكذا يفعل المرشح الرئاسى السابق عبد المنعم أبو الفتوح، الذى يقول «أنا مش إخوان» رغم أن تصرفاته وأقواله وأفعاله إخوانية من الألف إلى الياء، ولا يخفى إشادته بـ«جيش 25 يناير» الذى لم يطلق الرصاص على المتظاهرين السلميين- كما يقول- وضد «جيش 30 يونيو» والفريق السيسى، ويطلب منه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، حتى لا يثبت «أنه قاد الانقلاب من أجل الحكم وليس لإنقاذ الوطن».. ومشكلة أبوالفتوح هى الازدواجية، وإظهار غير ما يبطن، فلو أعلن بوضوح وصراحة أنه عاد بعد اختفاء ليلعب دور «منقذ الإخوان» لوجد من يستمع له ويناقشه حول أخطاء الإخوان وإدانة العنف والإرهاب ووقف محاولات إصابة الدولة بالشلل، ويشاركه فى طرح مبادرات شفافة للاندماج فى الحياة السياسية، وعدم الخلط بين الدين بالسياسة وحظر الأحزاب الدينية، وغيرها من القضايا التى ترسم الطريق إلى المستقبل.
لكن أبوالفتوح عاد من أجل السيسى الذى أصبح عقدته وعقدة الإخوان ومؤيديهم، وهو يعلم جيداً أن السيسى لو أصبح رئيساً لمصر، فسوف يقضى على بقية أحلامهم، ولن يسمح لهم بالعودة ولو من خرم إبرة، وأنه سيمضى إلى النهاية فى طريق الدولة الوطنية، وليس الخلافة الإسلامية، التى لا ترى عيبا فى ترك سيناء لحماس أو التفريط فى حلايب وشلاتين، تحت شعار أرض المسلمين لكل المسلمين، وغيرها من المخططات التى كانت قاب قوسين أو أدنى، فأسقطهم السيسى من العرش إلى السجون وأوقف مشروعهم الذى حاربوا من أجله ثمانين عاما، وكما لم ينسوا لعبد الناصر أنه قلم أظافرهم، فلن يغفروا للسيسى أنه قطع رقبتهم.
أبوالفتوح يعلم أن الوقت ليس فى صالحه وليس فى صالح الإخوان، وأنه كلما هدأت البلاد واستقرت الأوضاع وتحسنت الأحوال المعيشية للناس، سُحبت السجادة من تحت أقدامهم وفقدوا أوراق المزايدة والخداع واللعب على المشاعر الدينية، وأن الجيش المصرى يعلو شأنه وترتفع هامته يوما بعد يوم، خصوصا وهو يطهر سيناء ويحررها من الإرهابيين الذين جاء بهم مرسى وجماعته، لكن أبو الفتوح لا يعى حقيقة الأوضاع على أرض الواقع، ولا يريد الابتعاد عن اللعبة القديمة الفاشلة التى تحاول دق أسافين بين الجيش وقادته، فجيش 25 يناير هو نفسه جيش 30 يونيو، وأثبتت الأحداث أنهم جميعا على قلب رجل واحد، وأقسموا يمين الولاء على الدفاع عن مصر وترابها وشعبها، وليس مرسى وأهله وجماعته وعشيرته.
أبوالفتوح يبتز السيسى لو ترشح للرئاسة، ويغريه بأنه هو الآخر لن يرشح نفسه، مع أنه سقط سقوطا ذريعا فى الانتخابات الماضية، ويقول له بملء الفم «لو ترشحت ستكون قائداً للانقلاب»، وينصب نفسه الراعى الرسمى لمستقبل البلاد واختيار حكامها، وهدفه الأسمى هو إبعاد السيسى بأى ثمن عن السباق الرئاسى، حتى يخلو لهم الجو مع مرشحين ضعاف يلعبون بهم ويفتتون أصواتهم ويضغطون عليهم للحصول على تعهدات وضمانات بالعفو السياسى عن القتلة والمحرضين، والعودة إلى المسرح السياسى من جديد، وللأسف الشديد سيجد أبوالفتوح من يلعب معه من أصحاب المواقف الازدواجية والأجندات الخارجية والمطامع الشخصية، الذين يرقصون على أغنية «تسلم الأيادى» رغم أنها تمزقهم من الداخل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة