تابع الكثير من المصريين على مدار الأيام الماضية ما حدث من جدل واسع بين قيادات جبهة إنقاذ مصر، بعد المبادرة التى أطلقها عمرو موسى حول تشكيل حكومة ائتلاف وطنى برئاسة الرئيس، وتوقف المظاهرات لمدة عام، وذلك من أجل إنقاذ الاقتصاد المصرى.
وأدى هذا الجدل لتباين الرؤى حول مبادرة الرجل، بل وحول موسى نفسه، فمن قيادات الجبهة من اكتشف أن الرجل فلول، ومنهم من اتهمه بأنه يريد تفكيك الجبهة، ومنهم من أكد أن عمرو موسى سيستغل قائمة الجبهة لتمرير عدد من المرشحين المحسوبين على الفلول، وبالطبع لاحظنا جميعا بوادر الأزمة داخل هذه الجبهة.
لكن ما نتوقف أمامه أنا وكثير من بسطاء الشعب المصرى، الاتهامات الواضحة لموسى بأنه فلول، وكأن هذه القيادات استيقظت من غفلتها، وتناست ما كررناه من أنهم استعانوا بالفلول خلال مظاهراتهم أمام الاتحادية، من أجل تكثير أعدادهم، وإسقاط نظام شرعى منتخب، وبالطبع شهدوا ما قام به هؤلاء من اغتيال شباب الإخوان والتيار الإسلامى، تحت سمعهم وبصرهم، بل بارك بعضهم هذه الجريمة التى لن ينساها لهم التاريخ، وسنحاسبهم جميعا أمام الله عز وجل يوم القيامة، ونطالب جهات التحقيق بالكشف عن مرتكبيها.
وما نتوقف عنده أيضاً فى هذا الحدث، الانتهازية التى يتميز بها البعض من رموز هذه الجبهة، فعندما تقتضى معادلة السياسة الاستعانة بعدو فلا مانع، فالغاية تبرر الوسيلة، وعندما تقتضى المصلحة السياسية أيضاً معاداة صديق فلا مانع، فكل شىء متاح، المهم التخلص من الإسلاميين. لذا لم أستغرب مما أكده أبوالعلا ماضى عندما صرح لقناة الجزيرة مباشر أن أحد رموز جبهة الإنقاذ أكد له أن بعض المنتمين لهذه الجبهة لا يمانع من سقوط مصر من أجل إسقاط الإخوان، فهذه هى لغة السياسة الملعونة التى تعتمد على فن الممكن الذى يبرر ارتكاب الجرائم لتحقيق المقاصد، ولكنى مازلت أراهن على المخلصين من أبناء هذا التيار، أن يلجموا شطط الطمع فى السلطة، لمن ادعوا أنهم مننا، وأثبتت الأيام أنهم ضدنا كشعب ومصلحة وطن.
وهنا علىّ أن أثنى على موقف شباب 6 إبريل الذين أختلف معهم فى كثير من المواقف السياسية، لكن أعلم أنهم حريصون على تنقية صفوف الثورة من فلول النظام السابق، ولعل زياراتهم للتيارات السياسية التى تسمى نفسها مدنية، من أجل التأكيد على عدم ضم قوائمهم الانتخابية أيا من الفلول، دليل واضح على شعورهم بالخطر من إعادة إنتاج الفلول فى شكل ثوار، كما حدث فى الشهور الماضية.
ومازلت حتى الآن أراهن على الرموز العاقلة والمخلصة من هذه التيارات، أن تتصدى لمن عمتهم شهوة الوصول للسلطة عن مصلحة الوطن، وتصحح مسارات تيارات المعارضة، لأن إخوانهم من الإسلاميين حريصون على أن تكون مصر للجميع، وما يختلف فيه يكون الصندوق الانتخابى هو الفيصل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة