أبيض أم أسود؟ حوار وطنى أم فوضى وحرب أهلية؟ حوار وطنى أم البلاك بلوك والهجوم على منشآت الدولة ومصالحها الحيوية؟ حوار وطنى أم انهيار البلد على رؤوسنا جميعاً؟
أى وطنى رشيد سيختار بالطبع الحوار الوطنى لكنه لابد أن يتحفظ على معادلة الأبيض والأسود التى يحاول النظام تصديرها لنا على طريقة الرئيس السابق ونظريته الشهيرة «أنا أو الفوضى».
أى وطنى رشيد لابد وأن يطلب على طريقة أهل المنطق «ماصدق» الحوار, ما يمكن أن ينقله من الدعوة المقصود بها شو سياسى وإعلامى إلى عمل حقيقى على الأرض، وما ينقله من مجرد حلقة فى صراع سياسى مقصود به توريط المعارضة أو استخدامها محلياً إلى آلية للتحول من الاستبداد إلى المشاركة والحكم الرشيد.
أى وطنى رشيد يستطيع أن يرى أن «ماصدق الحوار الوطنى» لابد وأن يكون بكسر حالة اليأس السياسى الذى عمد النظام خلال الشهور الماضية إلى صناعته، من الإصرار على حكومة فاشلة وتعمد كسر الإرادة الوطنية بدستور فاشل فى تحقيق التوافق، والعودة إلى ترزية القوانين بهدف التمكين، قانون الانتخابات نموذجاً.
هذا على مستوى قمة الصراع السياسى فى العاصمة، فماذا عن قاعدة الصراع فى عموم الجمهورية؟
يخطئ كثيرون فى تفسير مشهد هجوم أهالى بورسعيد على السجن وسعيهم لتهريب المتهمين فى مذبحة المباراة الشهيرة أو صورة الأهالى فى السويس وهم يهاجمون أقسام الشرطة أو الإهالى فى المنيا والدقهلية والإسكندرية وأسيوط وغيرها من المحافظات وهم يهاجمون مبنى المحافظة ويشعلون به النار، أو يهاجمون أقسام الشرطة ويعتدون على رموز الدولة ورجال الأمن.
هؤلاء ليسوا الطرف الثالث، ليسوا البلطجية والمأجورين ورجال النظام السابق إلى آخر التبريرات التى قد ترضى القابضين على السلطة الآن، لا، هؤلاء هم طلائع اليائسين الغاضبين الفقراء الجائعين المحبطين.
هؤلاء رعاياك يا سيادة الرئيس، وضحايا أخطاء حكومتك التى لم تقدم لنا سوى الخطايا السياسية والأخطاء الكارثية ديونا وقروضا وكوارث وإهمالا وفشل إدارة وفقرا واضحا فى التعامل مع الغالبية الفقيرة، وتفوقا فى صناعة آلية للإفساد الجديد.
هؤلاء رعاياك الغاضبون البائسون وقد خرجوا يعبرون عن يأسهم وغضبهم بصورة عشوائية، لأنك وحكومتك لم تعطوهم أملاً ولم تمنحوهم ما يخافون عليه.
على قمة الصراع السياسى أو فى القاعدة الشعبية العريضة يتغلب اليأس ويقود ويتحكم، والحل فى أيدى من يملكون السلطة، الحل فى يدك يا سيادة الرئيس.. أعط الناس أملاً.. أعط المعارضة أملاً.. تحرك من أجل البلد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة