محمد الدسوقى رشدى

من نبى الرحمة إلى أهل السلطة

السبت، 26 يناير 2013 12:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستبقى الكلمات دوماً عاجزة عن وصف نورك، وستبقى الكلمات أقل من أن تصل إليك بما نريد أن نقول، وستبقى الجمل والعبارات اللفظية قصيرة على أن تصل بما تحتضنه قلوبنا لك من محبة.. وحدها تعاليمك.. وحدها رسالتك ستبقى الجسر الدائم للوصول إليك، وستبقى مورد الطاقة والقوة التى منها نستمد وبها نقوى على مواصلة المشوار..

وسنظل على العهد آملين أن يصل بعض من الإخلاص إلى مجرى دماء هؤلاء الذين يجلسون على كراسى السلطة ويستخدمون اسمك ويستظلون بظل رسالتك من أجل تحقيق مكاسب سياسية خاصة، سنظل آملين أن يزورهم الإخلاص حتى تصبح شعارات اتباع سنتك حقيقة لا مجرد هتافات، هم يا سيدى يا رسول الله عليك أفضل الصلاة والسلام، يهرولون بأقصى سرعتهم لاتباع الشكلى من سنتك وتفاصيل حياتك، ولكنهم أبعد عن اتباع أوامرك وسنتك الحقيقية القادرة على صناعة الفارق ونهضة الأمم والأوطان، لا نريد منهم يا سيدى سوى أن يتبعوك فى ثلاث لو فعلوهن لعادت مصر إلى حيث ماكانت عليه من قبل.. رائدة نهضة وعلم ومنارة حضارة للعالم أجمع ولأمتك على وجه الخصوص..

لا نريد منهم سوى عدل مثل عدلك حيث لم تفرق يوما بين قريب أو بعيد بين أعجمى وعربى، بين مهاجر وأنصارى، بين سابق للإسلام ولاحق له، بين ابن بيت أهلك أو ابن بيوت الغرباء، ولكن هؤلاء الذين يقولون إنهم سائرون على درب سنتك يا حبيبى يا رسول الله يستأثرون بدينك ويوهمون الناس بأنهم ملاك صكوك الجنة وخرائط السير فى الطريق المستقيم، ويفرقون بين أهل الجماعة والعشيرة وبين باقى أهل الوطن..

لا نريد منهم سوى سماحة مثل سماحتك.. تلك التى كانت خيرا ورحمة تظلل الجميع، تلك التى كانت سبباً فى أن تستوعب الأعرابى الذى جاء يسألك مالا ويصرخ فى وجهك وجه صحابتك بأن المال ليس مالك ولا مال أبيك فأراد الصحابة أن يدقوا عنقه ولكنك لم تفعل، هذه سماحتك، أما سماحة أهل السلطة فى مصر الآن فتدفعهم لسحل وضرب المعارضين أمام قصور الرئاسة ولا تمنع الرئيس من أن يرهب ببلاغاته وتهديداته كل من رفع قلمه فى وجه بكلمة نقد أو تقويم أو تصحيح.

لا نريد منهم سوى صدق مثل صدقك يا حبيبى يارسول الله يا أيها الصادق الأمين الذى لا تتضمن دفاتر الزمن ولا تواريخه واقعة واحدة تقول بأنك حدثت بغير الصدق أو أخلف ما وعدت به، ولكنهم يارسول الله -أهل السلطة الذين يقولون إنهم أتباع سنتك والمدافعون عن شريعتك- يكذبون كما يتنفسون ويعدون بما لا يلزمون أنفسهم الوفاء به..

يا نبى الرحمة كالبنيان المرصوص بل كالرصاص المنثور نقتل بعضنا بعضا، يبكى الأخ أمام أخيه ويسقط عشرات الأطفال أشلاء على خط السكة الحديد فلا ترتعش شعرة واحدة فى رأس مسؤول أو رئيس..

نحتفل بك الآن بلا حلوى لأن الدائرة تضيق حول رقابنا ولم يعد للسكر طعمه الحلو، لأن الخلايا التى تتذوقه تنهار قبل أن تحصل على كيلو واحد منه، الآن لا نشترى لأولادنا فارسهم صاحب السيف الذى لا يعرف طريقا لغمده لأنهم سيكتشفون الخدعة حينما يدركون أن سيوفنا الحقيقية لا تخرج من غمدها حتى لو كان قتالاً من أجلك أنت أو فى سبيل من بعثك بالحق نبيا، الآن نحتفل بمولدك ونحن نتوسل إليك أن تمدنا بقوتك التى نشرت بها رسالتك رغم أنف الحاقدين والكارهين.

الآن لا نشترى عروسة المولد لأن أماكن الفرح قد ضاقت والبراح الذى نتمناه قد امتلأ بالأوجاع والأمراض، لا بيت من بيوت أمتك الآن يخلو من مصيبة، ولا فراش من فراش أهلها يخلو من مريض بالفيرس سى أو السرطان وهى أمراض تخرب البيوت قبل أن تجلس على تلها، ولا كرسى رئاسة أو وزارة إلا ويجلس عليه رجل ضعيف مرتبك لا ينصر مظلوما ولا يعاقب ظالما ولا يسأل نفسه عن عشرات الأرواح التى تتعثر أمام قصره أو تموت فى قطاراته أو تطحن أشلاؤها فى حوادث طرقه أو تشنق نفسها يأساً من مستقبل مشرق فى ظل حكمه.. وليس فى أقاصى الأرض كما كنت تحاسب نفسك وكما حاسب خليفتك عمر نفسه عن بغلة العراق.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور حسن حجاج

الصمت الرهيبى و الطناش و الأستعباط أصبحت ردود فعل الرئيس على ما يحدث فى الشارع المصرى !

عدد الردود 0

بواسطة:

زياد عبد الرحمن

بارك الله بك

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ عبدالعزيز حنفى عبدالعزيز

هناك فرق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد

بلا عنوان

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

يا واد يامؤمن

حتى وانت بتمثل الايمان مش عارف تمثل

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالحى الفقى

رائع يا استاذ محمد

عدد الردود 0

بواسطة:

هاني عقل

باب العلم قبل القول والعمل

عدد الردود 0

بواسطة:

هاني عقل

امنية ارجو من الله ان تتحقق

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

كلما تطل فى أى موقع اعلم ان الشيطان يتقى قيحا فى وجه الدنيا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصريه

تسلم ايدك مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة