كل عام وسيادتكم بخير وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون العام الجديد عاماً سعيداً جميلاً علينا نحن شعب مصر الذى عانى على مدى عامين متتاليين وتحمل الكثير من الأوجاع والآلام وتجرع الفوضى وذاق المُر وعَرف الدم وسَقط من أبنائه العديد من الضحايا وتوقفت عجلة إنتاجه وأصبح اقتصاده على شفا حفرة من النار وقُسم ناسه إلى عدة طوائف ومِلل وأحزاب لأول مرة منذ قيام الدولة المصرية التى وحدها الملك مينا.
إن شعب مصر قد قام بثورة منذ عامين وطالب بالديمقراطية وبالعيش والعدالة والحرية، وفى الواقع إنها مطالب مشروعة بجميع المقاييس ولكن يبقى أن نتفهم وتستوعب مفهوم كل مصطلح تم ترديده من قِبل الشعب أولاً حتى نستطيع الحصول عليه والتمتع بمزاياه، فالديمقراطية هى حُكم الأغلبية بما لا يتعارض مع حقوق الأفراد وبما أن الأغلبية الكاسحة الآن هى للقوى الإسلامية «من واقع صناديق الاقتراع» فإ الديمقراطية تُحتم على الجميع أن يصمت وينتظر الأداء شريطة ألا يكون هذا الأداء يتعارض مع حقوق الأفراد بمعنى أن الحريات الشخصية والعقائدية للفرد خط أحمر يحذر على من يحكُم أن يتدخل فيه، وبالتالى فهو ليس من حقه التدخل فى زى اختاره فرد لنفسه «هذا على سبيل المثال وليس الحصر» وإذا تحدثنا عن الحرية فهى حق مكفول للجميع ولكن بشروط وقوانين ومحاذير أسوة بدول العالم المتحضرة فعلى سبيل المثال وليس الحصر أيضاً الحرية بالولايات المتحدة الأمريكية «التى هى أولى الأمم دفاعاً على الحريات» لها قوانين تنظمها وتُشرف عليها، أى أنه لا يمكن أن تتحرك أى مظاهرة قبل إخطار الأجهزة المعنية والتى تحدد لهم مكان التظاهر بل وتحدد لهم أمتارا بعينيها فى حالة تخطيهم إياها يحق وقتها لقوات الأمن أن تتدخل وتمارس جميع حقوقها التى تبدأ برش المياه وقد تصل للاعتقال والقتل!! وإن تحدثنا عن العدالة فهى تحتاج إلى مجهود كبير وضخم من أجل تحقيقها سواء من النظام الحاكم أو من معارضيه أو من عامة الشعب، فالعدالة تشمل العدل بمفهوم القضاء والعدل بمفهوم المساواة، لذلك يجب التكاتف وعدم تفضيل الفرد على الجماعة ويجب توقف نزيف المطالب الفئوية، ويجب احترام القضاء وأحكامه ويجب عدم إرهابه لمصالح خاصة.. أخيراً العيش الذى لن نجده قريباً فى ظل هذه الفوضى العارمة التى سيطرت على البلاد.. إننى أكتب هذه السطور بدافع وطنى ومن أجل عودة استقرار الأوضاع بمصر بأسرع ما يمكن فأنا لم أكن ضمن الناخبين الذين اختاروا الرئيس محمد مرسى ولا أنا من الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين أو حتى مع المتعاطفين معهم «مقالاتى خير دليل»، وأنا أيضاً لم أكن مع الثورة بل إننى قلت رأيى بصراحة شديدة وقتها ولم أغيره بل ولن أغيره مستقبلاً مثلما فعل الكثير!! ولكننى مصرى فى النهاية أعشق تراب هذا الوطن وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يحفظه من كل سوء، وأن يجعل هذا العام الجديد عاماً طيباً على مصر وجميع المصريين ويوحدونا مرة أخرى، ويهدى سرنا حتى تعبر بنا السفينة إلى بر الأمان.. أمنية ترى هل ستتحقق بعام 2013؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة