كرم جبر

الله عليكى يا إسكندرية!

الجمعة، 18 يناير 2013 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاشقة الإسكندرية وفاء باسيلى، كتبت على الفيس بوك، رسالة حب لمدينتها الجميلة تقول فيها: "هل نزلت على شط إسكندرية فى إستانلى ولا سيدى بشر ولا المعمورة والمنتزه، كنت بتحب أى نوع من الفريسكا، هل أكلت فشار فى محطة الرمل وعيش سرايا من عند الفيومى وبيتزا عند شيجابى وبيتزيريا، وسندوتشات من لورانتس ومكرونة عند إيليت وعلى كيفك، وآيس كريم عند صابر فى الإبراهيمية والأمور فى سيدى بشر وومبى فى المعمورة، هل كان مسموحا لك بالسهر فى نايت آند داى ولا ممنوع، هل دخلت سينما أوديون ولاجيتيه وأمير ومترو ومسرح كوته والليسيه وملاهى كوته والسيرك القومى، يا ترى فاكرين الرسام اللى كان فى محطة ترام رشدى، أنا ناسية اسمه..الله عليكى يا إسكندرية".

فجرت هذه الرسالة طوفاناً من المشاعر والذكريات فى مجموعة من الشخصيات المحترمة أطلقت على نفسها فى الفيس بوك "دوار العمدة"، يربطهم جميعا حب الإسكندرية وعشقها والتغنى بجمالها وسحرها وحسنها، وفكروا فى "استعادة الذكريات" بتنظيم رحلات شهرية لتلك الأماكن الجميلة المحفورة فى الذاكرة، أيام 24 يناير و15 فبراير وأول مارس، ولكن الأكثر روعة هو أن التعليقات ضربت رقماً قياسياً وتجذب الإنسان من الواقع المرير الذى نعيشه الآن، إلى الحلم الجميل بأن تعود بلادنا وطنا للحياة والجمال والحب والحرية والذكريات الجميلة، وكلها معان سامية انتحرت فى زمن الفتن وزحمة الأحداث، فلم نعد نعرف هل يحب المصريون وطنهم أم يكرهونه؟

الكاتب محمود الطوخى كتب على الفيس، يقول: إنه يفخر بأنه متزوج من سيدة إسكندرانية رائعة ويحمل جنسية الإسكندرية رغم إنه ليس إسكندرانيا فى الأصل، فقد زار المدينة لأول مرة سنة 1970 وأخرج للمسرح الجامعى مسرحية "سبرتو على جروح بلدنا" بطولة محمود عبد العزيز وعادل أمين والمرحومين يوسف داود وفؤاد خليل، والمسرحية الثانية "بكرة " فى التسعينيات على مسرح محمد عبد الوهاب، ومنذ ذلك الوقت أقام الطوخى فى الإسكندرية متيما بجمالها وتعبداً فى محرابها.. وعلى عكس ذلك فهناك من يشعر بالحزن والأسى كلما زار الإسكندرية مثل ابنها محمد خيرت الذى تركها لظروف عمله، لما آلت إليه مؤخراً من تلوث سمعى وبصرى وبشرى، وينظر لسكانها فى حسرة ويتساءل "إنتو مين وأين ذهب سكان إسكندرية الأصليين"؟.. أين حفلات الماتينيه فى نادى إسبورتنج والريتسا والجندوفلى والدكتور قارئ الكف والسيدة الممتلئة قارئة الفنجان فى المنتزة؟

واستمر تدفق ذكريات عشق إسكندرية من زوار الفيس: إسكندرية بلد الهوا، تشفى العليل من غير دوا "محمد السعيد".. حد فاكر بوسى الشحاتة العايقة اللى كانت بتعمل ماكياج تقيل وبتبيع ورد "أحمد ناصر".. أم الخلول على قمة شارع كنيسة الأقباط وفيلا محمد عبد الوهاب فى جليم ع البحر وإسماعيل ياسين كان عنده فيلا فى ميامى وعمارة بين سابا باشا وجليم "مصطفى كمال"..أندريه كان بيعمل سمان ملوش حل، نادى سبورتنج كان حلو حلاوة، حد فاكر المدينة الفاطمية وفندق كوتاج فى جليم وطابية المدفعية الساحلية فى سيدى بشر وكازينو لا كورتا فى سيدى جابر، وأبو قير والسمك اللى بيتباع بالشروة والبحر الميت وفسحة جزيرة نيلسون، وجلال صلاة الجمعة فى سيدى المرسى أبو العباس".

"يا جماعة كان فيه رسام عند محطة رشدى حد فاكر اسمه"، ويرد آخر "أيوه اسمه منير وكان رسمه جميل جداً".. طيب مين راح محل زفير للأسماك قبل التجديدات وترابيزات الخشب على الشاطئ.. ولا الشنط والبلاطى الجلد فى شارع الجلود والسمك فى سوق بحرى وخروب آمال فى شارع صفية.. ويتوقف شريط الذكريات عند سؤال راندا مختار "فيه ناس فى كلية التربية سألونى هل الغنا حرام، وكانوا خايفين من الإسلاميين على رزقهم ومستقبلهم".. وتجيئ رسالة الطمأنة من عاشق آخر هو المهندس هشام صبرى عمدة دوار العمدة الذى يعمل فى قطر ويعيش بقلبه وروحه فى مصر وإسكندرية "إنشاء الله المصريون قادرون على العبور ببلدهم إلى بر الأمان، وستعود إسكندرية العروس التى عشقناها فى طفولتنا وصبانا ورجولتنا وإلى الأبد".

إسكندرية، تلك العروس الجميلة زرقاء العينين وردية الخدين التى تنام فى أحضان البحر والسماء، كم يعشقك أهلك.. ويا ريت تسرى عدوى العشق فى كل مصرى يعيش فى أى بقعة من أرض مصر، مصر التى قسونا عليها كثيراً وظلمناها وفرطنا فى حبها وأمنها وسلامها.. مصر التى نريد أن نعود إليها رغم أننا لم نسافر بعيداً عنها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة