هذه رسالتى كلماتها من قلب مواطن أقسمت أنت يا دكتور مرسى على حمايته وتوفير الأمن والأمان والكرامة لأهله وأبنائه وأصدقائه، ورسالتى يا دكتور مرسى دموية وكلماتها مصابة بالوجع والقهر لأن الشهور التى عشناها تحت مظلة رعايتك ووعودك بتوفير الأمان والاستقرار كانت شهوراً مصبوغة بلون الدم.. دماء شهداء الثورة وأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجزرة بورسعيد الذين وصلت إلى كرسى الرئاسة على جثث وعودك بالقصاص لهم ولم تفعل!!، ودماء شهداء الحدود الـ16 الذين استشهدوا ضحية ضعف قبضتك على أمور سيناء وأوضاعها، ودماء أطفال أسيوط الخمسين الذين قتلوا بسبب عدم قدرتك على اختيار حكومة محترمة وقوية.. وأخيرا وليس آخرا قتلى عمارة الإسكندرية التى حاول «برنسك» الدكتور حسن ألا يحملك مسؤوليتهم قائلا بأن المبنى صدر له قرارات إزالة من قبل دون أن يدرى بسذاجته السياسية بأنه يضع طوق المسؤولية عن تلك الأرواح فى رقبتك لأننا سنسألك ولماذا لم تنفذ قرارات الإزالة هذه يا رئيس السلطة التنفيذية.
دكتور مرسى.. أصبحنا مضطرين لمخاطبتك بلقب سيادة الرئيس حتى لا يصفنا نجل سيادتك بـ«البغال»، وأصبحنا مضطرين أن نلتمس لك عشرات الآلاف من الأعذار مع كل خطأ وكل كارثة تصدر من قصرك الرئاسى حتى لا يتهمنا أنصارك وأبناء جماعتك بأننا كفار وضد الدين والمشروع الإسلامى.
أنا وأبناء جيلى يا دكتور مرسى ضد فكرة الإجبار وفتش فى دفاتر نظام مبارك وستعرف أنهم ظلوا يحقنون عقولنا لمدة 30 سنة بشعار نعم لـ«بابا مبارك» ومع ذلك خرجنا عليه وأشعلنا ثورة ألقت به خلف القضبان، ولهذا فلن تجدى معنا تهديدات نجلك الإلكترونية التى تفتقد الأدب، ولن تدفعنا اتهامات أنصارك التكفيرية للتراجع عن نقدك وتقويمك حينما يقتضى الأمر، ولن ترتعد قلوبنا أبدا من تلميحاتك بنفاد صبر الحليم لأن الأيام أثبتت أن ارتباكك أقوى من غضبك!!
أنت الرئيس وأنت المسؤول عن كل شىء، أنت الذى اخترت رئيس الوزراء وصدقت على تعيين وزراء حكومته، وأنت الذى تراقبهم تنفيذياً وتشريعياً، وأنت الذى أعلنت فى خطابك الأول بأنك لن تنام طالما فى مصر مظلوم أو جائع أو مهدور حق، وها هو الأمر يتخطى حاجز الظلم والجوع ويصل إلى مرحلة القتل الجماعى.
هل تشعر يا دكتور مرسى بالعار الذى سيظل يلاحقك بسبب ماستكتبه صفحات التاريخ السياسى حول عهدك الذى سقط فيه أكثر من 50 طفلاً قتيلاً مبعثرى الأشلاء بينما لم ينجح الكيان الصهيونى فى حصد هذا العدد من الأرواح الطفولية لا فى حادث بحر البقر ولا أثناء قصف شوارع ومنازل غزة؟، ومن بعدهم بأيام ليست طويلة 17 آخرون ومن بعدهم بساعات 16 جددا وكأنك جئت لتحصد أرواح المصريين لا لتحميها..!!
هتنام إزاى يا رئيس جمهورية مصر العربية؟! وأنت لم تفلح فى توفير أطباء أو محاليل لعلاج المصابين فى المستشفيات.. ستطاردك أوجاع الآباء والأمهات وصرخاتهم على فلذات أكبادهم الذين أصبحوا أشلاء.. فكيف ستنجو بروحك ونفسك من التفكير فى الرعب الذى أصاب أطفال أسيوط أو شباب قطار البدرشين وقطارك الحكومى يدهسهم؟، وهل ستنجو من التفكير فى عشرات المصابين منهم الذين سيستكملون حياتهم بعاهات جسدية ونفسية من هول الرعب؟
هتنام إزاى يا رئيس الجمهورية وأنت لم تتخذ قراراً واحداً مختلفاً عما اتخذه سابقك مبارك الذى وصفته بالمجرم وكنا نصفه بالطاغية؟، أم أنك حسمت أمر نومك واطمئننت لوجود جماعتك التى تضم مبرراتية يسعون بالزيف والكذب والنفاق لمنع الناس من الكلام عنك، أو لأنك مطمئن بوجود شخص مثل عصام العريان سيمنحك نصائح فى كيفية نزع الرحمة من القلب واستغلال الدماء والجثث فى تحقيق مكاسب سياسية والترويج لفكرة الدولة العميقة والتآمر على الإسلام؟
يا دكتور مرسى اعلم أنه لو أصاب النوم جفونك، وزارت راحة البال عقلك وقلبك، فإن مصيرك لن يختلف أبدا عما رسمه الرسول عليه الصلاة والسلام فى قوله لأبى ذر الغفارى حينما أراد أن يتصدى للولاية: (إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة).. وهل هناك خزى وندامة وعار أكثر من دماء وأرواح وأشلاء رعايا ومواطنين معلقة فى رقبة حاكم يوم أن يلقى ربه!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علياء سمير
الله عليك يا محمد
عدد الردود 0
بواسطة:
hima
نم قرير العين
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوالمعتصم
إقرأ هذا الكلام بعناية ياسيد رشدي
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصر
بجد يسلم لسانك
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
اعتقد ان الدكتور لا ينام اصلا
عدد الردود 0
بواسطة:
د. أشرف إسماعيل
لا تقلق هو بينام و حينام و حيفضل نايم على طول
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب البدري ( عابر سبيل )
النوم علي البورش
عدد الردود 0
بواسطة:
رأفت ابوزيد
اساءة الادب ( اسرة + بيئة )
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عايز دم تانى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابوجبل
رسالة للجميع