15 يناير يوم ميلاد الزعيم العربى، جمال عبد الناصر عام 1918، وتحل هذه الذكرى فى التوقيت، الذى تم فيه عزل بعض مستشارى المحكمة الدستورية العليا، وعلى رأسهم الأستاذة والسيدة العظيمة "تهانى الجبالى"، والقرار كما أسميته بالفعل عزلا وليس مجرد إجراء دستورى بتقليص العدد، لأن عدد مستشارى الدستورية قل أو كثر لا يهم جماعة الإخوان فى شىء، ولكن الهدف هو استبعاد هذه الشخصيات، وعلى رأسهم بالتحديد المستشارة تهانى الجبالى، هذه المرأة العظيمة التى أفتخر شخصيا بأننى كنت أعرفها عن قرب وعملنا سويا فى العمل السياسى العام فى مطلع الثمانينيات الماضية عندما شكل التيار الناصرى ما سمى بـ "اللجنة العربية لتخليد ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر"، ومنحنا الكاتب المسرحى الراحل "ألفريد فرج" شقة خاصة به كمقر للجنة فى عمارة بنك النيل بالقرب من نقابة المحامين، وتم تشكيل مجلس إدارة للجنة من خمسة أفراد كنت أنا منهم والأستاذة تهانى الجبالى والمرحوم الشاعر عمر نجم والدكتور محمد أبو العلا والدكتور سيد غريب، وجميعنا كنا من سكان القاهرة ماعدا الأستاذة تهانى، التى كانت تعمل آنذاك فى موطن رأسها فى طنطا، وكانت أكثرنا التزاما بحضور الاجتماع الأسبوعى للجنة، وكانت تأتى خصيصًا من طنطا للقاهرة لحضور الاجتماع الأسبوعى لهذه اللجنة، التى أتذكر نشاطها الرائع الآن فى ذكرى ميلاد الزعيم ناصر.
لا يخفى على أحد انتماء الأستاذة المستشارة تهانى الجبالى للفكر والتيار الناصرى، فقد كانت علماً بارزاً وقيادة نسائية كبيرة وسط هذا التيار وعلى الساحة السياسية المصرية عموما، وليس لدى أدنى شك فى أن هذا الانتماء الفكرى والسياسى هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الحملة الإخوانية الانتقامية ضد تهانى الجبالى، خاصة أنها كانت بينها وبين الإخوان فى نقابة المحامين مواقع عديدة من الصدامات القوية، وأعتقد أن القول بأن حسنى مبارك هو الذى عينها فى المحكمة الدستورية، قول معيب وساذج ومردود على أصحابه، حيث لم يكن لتهانى الجبالى أية علاقات بالسلطة التنفيذية فى عهد مبارك لا قبل ولا بعد تعيينها فى الدستورية، ولم تتخل لحظة فى حياتها عن مبادئها وانتمائها الفكرى والسياسى، ولم يجرؤ أحد على أن يطلب منها ذلك لأن شخصيتها الصلبة والقوية جدا معروفة للجميع، لقد فرضت تهانى الجبالى نفسها على الساحة السياسية والقانونية فى مصر فى عهد مبارك، الذى كانت إسرائيل تتدخل فيه فى أشياء كثيرة فى مصر، وخاصة فى التعيينات فى المناصب الحساسة والحيوية، وليس لدى أدنى شك فى أن تهانى الجبالى موضوعة على رأس القوائم السوداء لدى إسرائيل بحكم نضالها الطويل ضد كامب ديفيد والتطبيع، لكن على ما يبدو أن نظام مبارك المخلوع كان إلى حد ما يستطيع أن يفعل مع إسرائيل ما لا يستطيع الإخوان فعله الآن.
استهداف المحكمة الدستورية العليا من قِبل جماعة الإخوان أمر متوقع، والتكثيف الواضح للاستهداف تجاه تهانى الجبالى بالتحديد يحتمل لدى تفسيرات، منها الانتقام والثأر من موروث طويل فى العداء بينها وبين الإخوان، وكذلك منصبها الهام كنائب لرئيس المحكمة الدستورية، وصدامها الحاد مع الإخوان بعد الثورة، والذى كتبت عنه الصحف الأجنبية، وأيضا انتماؤها الفكرى والسياسى الناصرى الذى يكن له الإخوان عداء وكراهية شديدة لا يخفونها بل أعلنوها بوضوح فى عبارة الرئيس مرسى الشهيرة "وما أدراك ما الستينات"، لكنى بالفعل أخشى ما أخشاه أن تكون هناك جهات ما وراء الحملة الإخوانية الشرسة ضد المستشارة تهانى الجبالى.
دائما فى كل ذكرى لميلاد الزعيم الخالد ناصر أتذكر المناضلة العظيمة تهانى الجبالي، وأتذكر اللجنة التى كنا نعمل فيها سويا لإحياء هذه الذكرى، وأتذكر الجهد الكبير الذى كانت تبذله هى فى هذه المناسبات، والمشقة التى كانت تتحملها فى السفر من طنطا للقاهرة لتجلس فى نقابة المحامين تنتظرنا طويلا نحن المقيمين بالقاهرة لنجتمع ونضع الخطط والمشاريع لنشاط "اللجنة العربية لتخليد ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محود
ماينكر المعروف الاقليل الاصل
فضل ومعروف ناصر على الجميع حتى على مرسى
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح حسين عمار
ازهرى
عدد الردود 0
بواسطة:
Abdulwanis
التاريخ لا يعرف الحقد والكراهية
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد الصاوي
خلط الامور
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبدالعزيز حنفى عبدالعزيز
عمل الأنسان
عدد الردود 0
بواسطة:
salama
واللة زمان يا ناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ايهاب
عصر جمال عبد الناصر عصر مذبحة القضاء
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو مريم
عبد الناصر الزعييييييييييييم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اوى
مقالك ادانه ليها
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري عاقل
إلى المصري أوي رقم 9