بالرغم من إعلان المحامى فريد الديب، أن قبول المحكمة طعنه على الحكم الصادر ضد الطاغية مبارك، انتصار له وموكله، أرى أن إعادة المحاكمة لكل المتهمين، فرصة لتصحيح مسار قضية القرن، والتى للأسف حجب عن قاضيها الكثير من الأدلة الدامغة التى كانت من السهل أن تضع أعناق هؤلاء المجرمين فى أعواد المشانق، خاصة أن جرائمهم شهدها كل المصريين، وراح ضحيتها مئات الشهداء.
بل أجد أن قبول المحكمة طعن النيابة على براءة نجلى مبارك ومساعدى العدلى، مؤشر على تحقيق العدالة والقصاص للشهداء من هؤلاء الذين أجرموا فى حق الوطن، وساعدوا فى اغتيال أبنائنا الاطهار سواء من خلال تدبيرهم السياسى أو تحريضهم من خلال مواقعهم التنفيذية على قتل الشهداء، ومن حسن الحظ، أن جاءت إعادة المحاكمة بالتزامن مع انتهاء لجنة تقصى الحقائق من عملها، وتسليم تقريرها لنيابة الثورة، وأرى أن الأدلة التى تضمنها تقرير هذه اللجنة، كفيل لإدانة هؤلاء، وستدفع نحو العدالة الناجزة كما يتطلع له كل المصريين والثوار.
ومن عظمة ثورتنا المصرية، أنها سائرة فى رد الحقوق من خلال القانون والمحاكمات العادية، وإن كنت شخصيا أميل إلى محاكمات ثورية استثنائية للتعامل مع هؤلاء المجرمين الذين لم يرحموا شبابنا، واغتالوهم بالرغم من تدرعهم بشعاراتهم السلمية.
ومن الغريب والشاذ أن البعض فى هذه الأيام، يردد شائعات حول تدخل بعض الدول العربية من أجل الإفراج عن مبارك، مقابل مبلغ مالى يخرج مصر من كبوتها الاقتصادية، وهنا علينا جميعا أن نقف بكل قوة أمام هذه الشائعات، ونتصدى لمن يطلقونها بغرض البلبلة وإشاعة الفوضى، فالثورة والثوار والرئيس مرسى، لن يسمحوا لأحد أن يؤثر على هذه المحاكمات التى انتظرناها طويلا، من أجل القصاص لشهدائنا، ولن نقايض أبدا على دماء شهدائنا، ولن نرحم من تورط فى نزيف الدم المصرى.
ولا يملك مصرى حق التفريط، فى حقوق الشهداء الذين أضاءوا بدمائهم طريق الثورة، ومهدوا بأجسادهم درب نهضة مصر الحديثة، وأنقذوا بتضحياتهم الوطن من نظام فاسد مستبد، طغى وأذاق المصريين هوان الفقر والذل والتعذيب والديكتاتورية.
إن القوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لن يقبلوا إلا بمحاكمة عادلة تروى عطش أسر الشهداء للعدالة والقصاص، وأرى أن الرئيس مرسى سيضغط بكل قوة نحو إخراج الأجهزة الأمنية ما لديها من أدلة تدين هؤلاء المجرمين، وتضع بين يد القضاء المصرى الشريف، حقائق ما ارتكبه هؤلاء المجرمون من جرائم فى حق الشهداء، ولعله بذلك يكون قد أوفى بعهده فى القصاص لدم الشهداء، ونطوى من خلال أحكام عادلة، صفحة هؤلاء المجرمين الذين طال عليهم حلم المصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة