هانى صلاح الدين

التطهير و«سلبية» اليسار والليبراليين

الخميس، 06 سبتمبر 2012 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالبت القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها، بالتغيير الجذرى للمناصب المفصلية بالدولة، وعلى رأسها المحافظون، فالمحليات بيت الداء ومكمن الفساد، ولن تقوم لدولتنا الحديثة نهضة، إلا بتطهير كامل لهذا الجهاز وإبعاد كل المفسدين عنه، وكان على القوى السياسية المتطلعة للتغيير، أن تشارك بكل قوة فى إحداث هذا التغيير، ولكن كالعادة للأسف رفع معظمها شعار الانسحابية، ورفض المطالبون بالإصلاح من قوى اليسار والليبراليين، أن يشاركوا فى حركة المحافظين، وأن يتحملوا أعباء وتبعات معركة التطهير.

وكانت كلمات وزير التنمية المحلية التى أكد فيها، رفض نجوم الفضائيات وأصحاب المعارك الكلامية من القوى اليسارية والليبرالية، توليهم مسؤولية بعض المحافظات، كاشفة للمواقف السلبية للصفوة، مكررين مهزلة رفضهم للمشاركة فى التشكيل الحكومى، ومؤكدة أن هؤلاء تهربوا من مسؤوليتهم الوطنية فى هذه المرحلة، التى تحتاج لجهود كل المصريين.

وأرى أن الدافع إما أن يكون محاولة إفشال تجربة الإسلاميين، من خلال عدم دعمهم بالكفاءات التى تمتلكها هذه القوى، وإما دفع القائمين على الحكم للاعتماد على فصيل واحد، وفى هذه الحالة سيخرج علينا هؤلاء ليؤكدوا أن النظام الجديد يسعى لأخونة الدولة!, ورغم ذلك نجحت القيادة السياسية فى اختيار شخصيات وطنية، ولها باع فى العمل الوطنى لتحمل هذه المسؤولية، وضمت حركة المحافظين كوكبة نفتخر بها، وعلى رأسهم المناضل د. على بشر، الذى يشهد له الجميع بالكفاءة والإخلاص لله ثم الوطن، ومن الذين دفعوا فاتورة نضالهم من حريتهم وأعمارهم، وللأسف وجدنا أصحاب المعارك الكلامية لم يكتفوا بسلبيتهم، بل خرجوا علينا، فاتحين النار على هذه التغييرات، مروجين للأكلاشيهات التى سئمنا منها، وعلى رأسها أكلاشيه «أخونة الدولة», وإذا انتقلنا لحركة التغييرات التى شهدتها بعض المؤسسات، ومنها المجلس الأعلى للصحافة، والمجلس القومى لحقوق الإنسان، ومجالس إدارات الصحف القومية، فسنجد أيضا أصحاب المعارك الكلامية حولوا برامجهم الفضائية لمندبة، بالرغم من رفض بعضهم المشاركة فى هذه التغييرات، وبالرغم أيضا من وجود قامات وطنية على رأس هذه المجالس من أمثال المستشار الغريانى وعبدالغفار شكر فى المجلس القومى لحقوق الإنسان، ووائل خليل وممدوح الولى، ووائل قنديل وقطب العربى وهدايت، وإن كنت تمنيت أن ينضم لهذه الكوكبة رمز الحريات محمد عبدالقدوس، ولكن أصحاب المصاطب الفضائية وجدناهم أيضا يملأون الدنيا صراخا، بسبب ضم بعض رموز الثورة من أمثال الثورى صفوت حجازى، ود. غزلان ونادر بكار، وكأن ضم بعض الإسلاميين لهذه المجالس رجس من عمل الشيطان!

ولا أملك إلا أن أدعو هؤلاء الرافضين لكل تغيير، لم يصنعوه هم، أن يتقوا الله فى مصر، وأن يراجعوا ضميرهم الوطنى، وأن يساعدوا القيادة المنتخبة، من أجل نهضة مصر وخروجها من كبوتها، فإذا صلحت النوايا فستتحول بلادنا لجنة تسع الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة