محمد الدسوقى رشدى

فيروس «6 إبريل» يدمر الثورة

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2012 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس عاديا وربما يكون أخطر مما تتوقع أن تسمع عن وقوع انشقاقات واشتباكات بين أبناء حركة 6 إبريل التى كانت منذ شهور منقسمة على نفسها إلى جبهتين الأولى تحمل لقب الديمقراطية، والثانية تحمل لقب أحمد ماهر، ولكن كل جبهة فيهما الآن تحمل فى جوفها انشقاقا جديدا يهدد بتفتيت الحركة إلى الأبد.

الأغرب فى مناوشات واشتباكات وانشقاقات 6 إبريل أن أفراد الحركة الذين طالما اشتكوا من التدخلات الأمنية ومن طريقة الأحزاب السياسية والإخوان فى الخصومة المحشوة باتهامات التخوين والعمالة، لجأوا إلى استخدام نفس الأساليب التى طالما وصفوها بالقذرة وتبادلوا اتهامات الخيانة والعمالة وزادوا عليها استخدام البلطجة والضرب فى الشوارع.. أحمد دومة الذى خرج من المعتقل أعلن ومعه عدد من أعضاء حركة «شباب من أجل الحرية والعدالة» أنهم تعرضوا للضرب من جانب أعضاء فى حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر، وهو ما نفته الجبهة سريعا، ولكنها أضافت إلى النفى حديثا طويلا بدا أشبه بالمعايرة النسائية حول ما قدمته 6 إبريل «جبهة أحمد ماهر» من دعم ومساندة لأحمد دومة وقت اعتقاله.

ثم جاء موعد الجبهة الديمقراطية التى ادعى طارق الخولى أن بعض أعضائها اعتدوا عليه بالضرب وأفسدوا مؤتمره بساقية الصاوى الذى كان ينتوى من خلاله الإعلان عن تأسيس حزب يحمل اسم الحركة بعد انفصاله عنها أو فصله منها، حسب وصف الطرف الآخر.

وبعيدا عن هذه المناوشات والوقائع التى ستأخذ مثل غيرها وقتا طويلا ومربكا لإثباتها أو نفيها، خاصة مع وجود شهادات مختلفة نابعة من كل جبهة وكل طرف وكل اثنين أو وثلاثة انشقوا أو بقوا ورأوا فى أنفسهم مناضلين كبارا ومؤسسين أوائل، بعيدا عن كل هذا الحكى سيبقى معنى واحد حان وقت استخلاصه والحديث عنه بصراحة.. معنى يقول إن الصف الثورى بحركاته وائتلافاته وأحزابه يعانى من خلل ما، وإذا كان انقسام 6 إبريل إلى جبهتين قد حدث منذ فترة وتعايش الجميع معه فى هدوء بسبب الاحترام المتبادل بين الطرفين خلال الشهور الطويلة الماضية، فإن ما يحدث الآن وما يدركه أعضاء الحركة أو العاملون فى الإعلام أن المناوشات مستمرة وأن عصر الاشتباكات التى كانت تدور ومن أسفلها نار هادئة قد انتهى.

وعلى الجانب الآخر من طريق هذه المعارك يبقى معنى آخر يخص الصف الثورى وحاله الذى تغير من وضع اليد الواحدة إلى وضع الأيادى المتعاركة، ومن الأصوات التى تهتف بشعار واحد إلى الأصوات التى يهتف كل منها ضد الآخر فى دلالة تقول إن المنحنى الخطر الذى تسير فيه الثورة الآن لم يأت من فراغ، بل لأن صناع الثورة انشغلوا عنها وفعلوا مثلما فعل أهل «أحد» حينما تركوا الميدان وهرولوا لجمع الغنائم.. فلم يحصدوا من خلف تلك الهرولة إلا الانشغال عن هدف الثورة الأسمى، والدخول فى معارك جانبية جعلت كل طرف يشعر وكأنه الأحق بالثورة ومغانمها.. وبناء عليه انتهى المشهد إلى ما تراه أنت الآن يا سيدى.. معارك دموية بين الحركات الثورية والإخوان والسلفيين والاشتراكيين والبسطاء الذين كانوا جميعا فى يوم ما إيد واحدة داخل الميدان الذى يسعون الآن إلى تحويله لسلاح لاقتناص مكاسبهم الشخصية بعد أن كان سلاحا لاقتناص مصلحة الوطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة