يصف السياسيون دوما التيارات الإسلامية خاصة الإخوان بدقة التنظيم، والانضباط والالتزام بالقواعد الداخلية لهذا الفصيل، وذهب البعض إلى أن هذه الصفات أدت لنجاح هذا التيار فى الصمود أمام عواصف الديكتاتورية، والتنكيل به على مدار 5 عقود، ولا ينكر أحد أن الإسلاميين دفعوا فاتورة باهظة كثمن لهذا الانضباط والتنظيم الدقيق.
لكن للأسف الشديد تناسى هذا التيار الذى أتشرف بالانتماء له، ملفا هاما استغلته القوى الليبرالية واليسارية خير استغلال وعوضهم الكثير من نقاط الضعف التى عانت منها هذا التيارات، ألا وهو الملف الإعلامى، ففى الوقت الذى يبذل الإسلاميون جهدا جبارا على الأرض، من أجل خدمة الوطن والمصريين، يقوم الإعلام المناوئ لهم بتشويه كل هذه الجهود، ولعل استغلال الإعلام بعض الحالات الفردية والأخطاء الواردة فى حق أى بشر، مثل حادث البلكيمى والنائب ونيس - وهنا لست بصدد الدفاع عن أخطاء أحد - خير دليل على ذلك، فى حين تجاهلت هذه الآلة الإعلامية أحداثا مشابهة وقعت مع رموز التيارات الأخرى كواقعة النائب الشهير والفنانة.
بل وجدنا هذه الآلة الإعلامية التى يقف خلفها رؤوس أموال مشبوهة، تتصيد الأخطاء لكل رموز التيار الإسلامى، وتعتم على جهدهم الخدمى، وخير دليل على ذلك الحملة الممنهجة على د.عصام العريان الذى وصفته هذه الآلة بأنه حمامة السلام بين الإسلاميين وغيرهم، ثم بقدرة التمويل المشبوهة، وجدنا حملات شيطنة هذا الرمز الوطنى تعمل ليل نهار، وتحوله من رمز إصلاحى إلى شخصية عدائية للقوى المدنية، وذلك عقابا له على مواقف سياسية من حقه أن يتخذها.
بل وجدنا هذه الآلة تبرز لنا بعض الكلمات فى لقاءات الرئيس مرسى الصحفية مثل «سعر المانجو»، فى الوقت الذى تعتم فيه على الإنجازات التى قدمها الرجل خلال الـ80 يوما الماضية، وفى نفس الوقت نجد هذه الآلة تحول مؤتمرا حضره بضعة آلاف إلى مؤتمر سيغير تاريخ مصر، وتحويل مرشح رئاسة خسر معركة انتخابية، إلى بطل أسطورى سيحل كل مشاكلنا إذا وصل لسدة الحكم فى بضع دقائق.
بل وجدنا دور هذه الآلة فى تضخيم حملات مناهضة الجمعية التأسيسية للدستور، ومتابعة كل فعالياتها عن كثب، بهدف اغتيالها والسطو على الدستور الذى يكتب الآن بتوافق وطنى رغم أنف كل محاولاتهم للنيل منه.
لقد نجحت القوى المخالفة للتيارات الإسلامية، فى تضخيم النملة وتحويلها إلى فيل، وتحويل الفيل إلى نملة قليلة الحيلة، بفضل آلتهم الإعلامية الجبارة، والمسؤول عن ذلك التيارات الإسلامية التى تجاهلت الإعلام، وعزفت عن تمويل مشروعات إعلامية مهنية، تكون قادرة على المواجهة ونقل الصورة الحقيقية للرأى العام، وإذا استمر الحال على ذلك فلا يلُم الإسلاميون إلا أنفسهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة