محمد فودة

محمد فودة يكتب.. أحمد قطان.. دبلوماسى.. من طراز فريد

الإثنين، 24 سبتمبر 2012 06:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ساعات الاشتعال، يظهر النبلاء ويتسودون المشهد.. أتذكر هذه المقولة، ونحن نحتفل بالعيد القومى للسعودية هذه الأيام.. وأتابع أحد الدبلوماسيين العرب الذى تمكن بحكمة وبراعة من توطيد العلاقات بين مصر والسعودية بعد أن حاول البعض النيل منها وتكدير الجو العام.. نجح أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية بمصر فى تذليل العقبات التى كادت أن تهدم سنين من الود بين أكبر بلدين فى المنطقة العربية، وبحسه القومى الوطنى اجتاز البلدان الأزمة، وقطان اشتهر دائماً بالدبلوماسية طويلة المدى، التى لا تعطى كل انتصاراتها منذ الجولة الأولى، وقد تولى منصبه فى مصر فى واحدة من أصعب الأوقات، والأرض مليئة بكل ألوان المشاحنات والتوترات والتشكيك بين كثير من القوى السياسية لبعضها البعض فى أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير 2011، ولكن عرف القطان بالدبلوماسى الذى يمكنه أن يفرز بدقة بين الأمور وينتقى بحرفية.. لقد استطاع «قطان» كما وصفته بعض وسائل الإعلام أن يميز بين ما هو شخصى وبين حفظ كرامة الآخر وتقدير كرامة الوطن، فنفذ ببراعة سياسة بلاده لقطع الطريق على المدسوسين، وهو يتصف كذلك بالتخطيط فقد نقل عنه تشديده فى أول رد فعل لأى مشكلة، لأن ذلك يعطى انطباعاً بالشمولية، والفهم الحقيقى لعمق ما يناقشه، وهو لا يؤمن بأنصاف الحلول ولا بالاحتمالات أو المصادقات، هو دائماً يسعى لحل مشاكل المصريين المرتبطة بالسفارة السعودية والمعروف أنها من أكثر السفارات التى يتردد عليها المصريون وأهمها من حيث ارتباط مصالح مشتركة بين البلدين طوال العام.. وهو لا يكتفى بهذا الدور وهو الهدف الحيوى والأسمى، ولكنه يسعى بجدية لدعم التبادل الاقتصادى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات بينهما.. لأنه يسعى لتطوير سبل هذا التعاون بما يليق بقيمة البلدين، ولأن قطان اكتسب خبرات طويلة من خلال عمله فى أكثر من موقع وأكثر من قارة، فقد عمل فى لندن وواشنطن وشارك فى كل القمم العربية منذ عام 2005 فى دول الجزائر والخرطوم والرياض ودمشق والدوحة وسرت. وله رؤية فى تعميق التعاون المشترك من خلال دعم الاستثمار، وقد شهدنا على أرض الواقع آخر ثماره الدبلوماسية حين استضاف فى بلده الثانى مصر - خمسين مستثمرا سعوديا، وقابلوا رئيس مصر الدكتور محمد مرسى.

وهى مبادرة مهمة وتتسم بالبعد القومى.. وهذا ليس غريباً عليه فقد تربى «قطان» فى مصر وتخرج فى جامعاتها.. ويحب المصريين ولهذا فحين ألتقيه أجده قريبا إلى نفسى، تحس بالنقاء فى حواره برغم قلة كلامه، وتعرف أنه يستوعب من حوله ويعطيهم اهتمامه ولا يبخل أبداً فى مد يده للجميع ومساندة من يطلب منه شيئاً، وهو يسعى دائماً لتحريك الماء الراكد ولهذا فهو يدفع رجال الأعمال السعوديين باستمرار لتبنى استثمارات فوق أرض مصر ورفع أى معوقات تقابلهم وتذليل أى خلافات يمكن أن تحدث بين أى من الأطراف.. فهو يريد دائماً أن تكون العلاقات بين البلدين شديدة التميز والنضارة لا يشوبها شائبة أياً كان شكلها، ولهذا فهو يحسم بسرعة أى أزمة كبرت أو صغرت بين البلدين.. وحين هاجم البعض مقر السفارة السعودية فى القاهرة، غادر مصر فى هدوء وعاد فى الوقت المناسب بالتنسيق مع خادم الحرمين ملك السعودية، وهو تصرف يتسم بالحكمة واستيعاب الموقف، وحتى لا يتدخل المزايدون ويتبارون فى توسيع الفجوات فى وقت لا توجد فيه أزمات من الأصل بل هى مجرد زوبعة بلا عائد.. السفير قطان رجل يعرف حجم مسؤوليته فهو واجهة لبلده المملكة العربية السعودية التى لها فى مكانة كل مصرى قيمة كبيرة، وفى قلوبنا جميعاً نحمل كل الود، خاصة فى هذه الأيام التى نحتفل فيها بالعيد القومى للسعودية، أقول لهذا الرجل، أحمد قطان، نحن فى وقت يحتاج إلى كل يد تمتد إلى يد عربية لتصنع غد أفضل وترسم رؤية نحو مستقبل ترتقبه الأجيال.. وأنت بدماثة خلقك ووطنيتك تزداد بهاء وبريقاً يوماً بعد يوم فى عيوننا وفى عقولنا وفى قلوبنا.. ولنكن جميعاً جسراً من الذهب النقى بين بلدين وشعبين هما فى الحقيقة كيان واحد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة