هانى صلاح الدين

مرحبا بالتيار الشعبى كمنافس

الأحد، 23 سبتمبر 2012 09:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يختلف اثنان على أن أمانة الوطن الثقيلة، لا يستطيع فصيل تحملها بمفرده، فمصر تحتاج لجهود كل أبنائها وتستوعب كل المصريين بمختلف أيدلوجياتهم وأفكارهم، ومن الطبيعى فى الحياة السياسية أن تتنافس الأحزاب والقوى السياسية، على كسب ثقة الشارع، والنجاح فى الحصول على الأغلبية فى المجالس البرلمانية، أو نسبة مريحة تمكن الأحزاب من التأثير فى القرار السياسى.

لذا أرى أن التيارات الإسلامية لن يضرها تكوين تحالفات منافسة لها، فهذا الأمر سيدفعهم لمزيد من العمل، والتقارب مع الشارع الذى التصقوا به على مدار 3 عقود، وكانوا خير عون لهم، وحصلوا على ثقته من خلال انتخابات حرة نزيهة لأول مرة فى تاريخ مصر، لأن الشعب علم أن هذا التيار كان صادقا فى نضاله ضد النظام البائد، ودفع من حرية أبنائه ثمنا باهظا، فى حين لعب غيرهم دور المعارض المستأنس.

وأرى أن التيار الشعبى الذى أشرف على تأسيسه وإطلاقه، مجموعة من الوطنيين الذين نحترم نضالهم، وتاريخهم السياسى، من أمثال حمدين صباحى وحمدى قنديل وجورج إسحق وكمال خليل، سيكون إضافة للحياة السياسية فى مصر.

لكن ما أحزننى الروح العدائية التى تحدث بها بعض رموز هذا التيار ضد الإسلاميين، حيث حول بعضهم كلمته لوصلة شتائم للتيار الإسلامى، كما فعل كمال خليل، وامتلأت هتافاتهم بالسب والطعن فى رموز الإسلاميين، متناسين أن هؤلاء كانوا رفقاء النضال، وتحملوا ما لا يطيقة أحد، من أجل تحرر مصر من النظام البائد الفاسد، وكأنهم أرادوا أن يبنى نجاح تيارهم الجديد، على أشلاء تيار آخر، حاولوا اغتياله معنويا من خلال سيل الاتهامات التى كيلوها له.
وعلى كل حال من يريد أن يحول المنافسة الشريفة، إلى صراع تستخدم فيه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، مستغلين المنابر الإعلامية التى يمتلكونها، سيكون هو الخاسر فى المعركة، وسينفر منه الشعب سريعا، لأن السب بضاعة المفلسين، وتجارة الخاوين، وصوت الأجوف.

وأرى أن التيارات الإسلامية بالرغم من حملات التشويه المستمرة لها، لديها الجهازية الكاملة لمنافسة أى تيار سياسى، وأظن أن معركة التيار اليسارى المتبنى للتيار الشعبى مع الإسلاميين، لن تكون سهلة، ولن يخرج منها بكثير من المكاسب، فهذا التيار أخذ فرصته أكثر من مرة، وما زاد مصر إلا فقرا وتيها وتبعية للشرق الشيوعى أو الاشتراكى.

لكن رغم ذلك فمرحبا بالتيار الشعبى كمنافس لا كمصارع، وكبرنامج إنمائى، لا حناجر تجيد السب والقذف، وكإضافة للرصيد السياسى، لا مرسخا لنوع جديد من التدنى فى أسلوب التعامل مع الآخر، ومرحبا به كتيار مصرى يجمع لا يفرق، ويقدر جهود ونضال المنافسين، لا جاحدا وغير منصف ومسىء للمنافسين، نتمنى أن تحكم الحكمة عقول هذا التيار، ولا يدفع شباب مصر لمعركة تفتقد للياقة السياسية والأخلاقية، فمرحبا برفقاء النضال، وإن صندوق الانتخابات لموعدنا إن شاء الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة