1 - الشيخ
سؤال أعتقد أنه يلح على الكثيرين هذه الأيام، هل هناك جدوى من الكتابة؟ هل هناك ضرورة رصد ومتابعة كل ما يجرى من حولنا؟ ما معنى البحث فى متناقضات ما نشهده؟ ما كل هذا العنف والصخب السياسى والاجتماعى والفنى،شخصيات تفرض نفسها عليك طوال الوقت تقفز إلى رأسك من الفضائيات وعلى اليوتيوب، صور لمشايخ من المفترض أنهم يعملون على نشر السماحة والخلق القويم. . ولكن للأسف نجدهم يثيرون الفتن ويؤججون النار ويسبون ويلعنون بأقذع الألفاظ، وتسأل نفسك ومن حولك من هؤلاء وماذا يفعلون فينا وبنا؟والى أين سيأخذون مجتمعنا؟ لماذا أصبحنا نخاصم كل ما هو إنسانى فى التعاملات، ونذهب إلى العنف والصراخ، وبات الحال أشبه بالكلمات المتقاطعة فماذا عن تلك الظاهرة اليوتيوبية للمدعو «وجدى غنيم».. الذى يطلق عليه الكثيرون الشيخ والداعية، والله ما سبق ورأيت شيخا يسب ويلعن ويوظف الآيات القرآنية لصالح شتائمه بل يستخدم الألفاظ المتداولة فى الشوارع لوصف الآخر المختلف معه. . أيا كان فنانا أو مثقفا أو قبطيا، فاللغة واحدة لمن لا يرضى عنه الشيخ، من قال إن استرداد حق الرسول الكريم يكون بالسب وتأجيج الفتن، الشيخ الذى يجلس فى مكانه خارج مصر معززا مكرما، واقتصر دوره على الشتائم والسب لا يعى إطلاقا أن هناك جمهورا مما تصلهم رسائله على قدر بسيط من التعليم لذلك فهم يأخذون من الشيخ أن سب القبطى الذى يجاوره ويعيش ويتعايش معه حلال حلال، إذا كان الشيخ يمارس تلك الفعلة ليل نهار فما بالك بالبسطاء من الناس.. أخطأ بعض أقباط المهجر ولكن الرد لا يكون أبدا بالشتم، ولا بوضع الكل فى سلة واحدة... صديقات قبطيات يا فضيلة الشيخ - لعلك تتذكر معنى كلمة شيخ بين حين وآخر - أصبحن يتعرضن للأذى فى الطريق بسبب تأويلاتك وتحليلاتك وفتنك، وبتن يضطررن للاعتذار عن فعله ليس لهن أى ذنب فيها ارحمونا يرحمكم الله ودعونا نعش فى سلام.. بعيدا عن صخبكم المفتعل.
2 - الفنان
كنت أتمنى أن أكتب بتفصيل أكثر فى تلك المساحة عن الحالة المهرجانية، التى تشهدها مصر، مهرجان الإسكندرية السينمائى والذى أتمنى أن تتأكد هويته ويتخلص من عيوبه ليستعيد مكانته من خلال تلك المدينة العريقة والتى تشهد فعالياته، وأيضا عن المهرجان الوليد للسينما الأوروبية-المصرية بالمدينة الساحرة والأصيلة الأقصر والذى أثبت القائمون عليه أن مصر تحتاج إلى مئات المهرجانات لإحياء الثقافة والفكر والإبداع والتأكيد على ضرورة الحوار الحضارى بين الثقافات.. وهذا واحد من الأدوار المهمة التى تلعبها المهرجانات السينمائية.
والمفارقة أنه رغم تلك المحاولات الأكيدة من المؤسسات الأهلية والتى تعمل جاهدة على التأكيد على دور الفن والفنانين فى ظل الظرف التاريخى والسياسى الصعب الذى تعيشه مصر نجد أن مؤسسة عريقة مثل المعهد العالى للسينما يصدر عميده قرارا يمنع فيه العرض العام لأفلام مشاريع التخرج للدفعة الجديدة من المعهد - عليه أن ينفى أو يؤكد ذلك - متحججا أن لجنة التحكيم لابد لها أن تتأكد مما إذا كان مضمون الأفلام مناسبا للعرض على الجمهور أم لا.
وتعتبر هذه سابقة فى تاريخ المعهد حيث إن كل عام، يتم عرض مشاريع التخرج على الجمهور بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، ولكن ما سيحدث هو عرض الأفلام بقاعة صغيرة جدا داخل المعهد يشاهدها فقط لجنة التحكيم، مما ينذر بمؤشر خطير على تراجع حرية الرأى والتعبير داخل المجتمع الأكاديمى السينمائى، وأيضا دليلا على فرض سلاح الرقابة المسبقة على الأفلام وهو ما يحدث لأول مرة فى تاريخ المعهد.. وكأن كل مهنة بات فيها متطوعون من أهلها لضربها، ويقدمون فروض الولاء والطاعة للسلطة الحاكمة أيا كانت.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة