قامت ثورة 25 يناير العظيمة من أجل هدم كل الأوضاع الخطأ فى وطننا، ومواجهة أشكال الفساد- سواء الاقتصادى أو السياسى أو الأخلاقى- ولكن للأسف الشديد استغل بعض المجرمين من تجار المخدرات حالة الانفلات الأمنى، والفوضى التى حرص فلول النظام السابق على إشاعتها فى المجتمع، ومارسوا أنشطتهم بشكل أفزعنا جميعا، لدرجة أن الأحياء الشعبية يتم فيها بيع المخدرات للشباب جهارا نهارا.
لكن الخطير فى الأمر أن هذه الجريمة تحدث تحت سمع وبصر رجال الشرطة دون أدنى تدخل منهم، فقد ساقنى القدر خلال الأسبوع الماضى إلى زيارة صديق لى فى منطقة إمبابة، ووجدت شابا على رأس شارع يقوم بترويج البانجو بين الشباب، بالرغم من أن رجال الشرطة لا يبعدون عنه بضعة أمتار، وعندما لفتُّ انتباههم لذلك وجدت حالة من السلبية والفتور، وأكدوا لى أنهم سيلاحقونه فيما بعد، ووجدت أحد المجندين يؤكد لى أن القبض على أمثال هؤلاء ليس من السهل، وأن تجارة المخدرات لم يأتِ دورها بعد!
وبالأمس القريب أوقفنى أحد الشباب بحى الجيزة، وأكد لى بانفعال أن الشرطة مازالت تغلق عينها عن تجارة المخدرات، وأن بعض المخبرين مازالوا يتعاملون مع تجار المخدرات بنفس الطريقة القديمة، ولم يتغير أسلوبهم وطلب منى أن أصحبه لمكان فى قلب ميدان الجيزة، وبالفعل ذهبت معه، فوجدت عجبا عجابا، ورأيت مجموعة من الشباب على إحدى المقاهى يتعاطون الأقراص المخدرة والبانجو، ومنهم من بدأ يثير الشغب فى الشارع من خلال معاكسة الفتيات، وللأسف يحدث كل ذلك بالرغم من وجود كمين للشرطة على بعد أمتار قليلة.
وعندما استغاث بعض سكان المنطقة بضباط الكمين من أجل التدخل لمنع هذه المهزلة والقبض على هؤلاء الشباب، خاصة أن بينهم تجارا للمخدرات كان رد هؤلاء الضباط صادما، حيث أكدوا أنهم أتوا لمهمة معينة، وليسوا مكلفين بمواجهة هؤلاء الشباب، وطلبوا من سكان المنطقة أن يتصلوا بإدارة مكافحة المخدرات!
موقفان تعرضت لهما جعلانى أستشعر الخطر، وعلمت منهما أن ضباط الداخلية مازالوا بعيدين كل البعد عن اللياقة الأمنية وتحمل أمانة الجهاز الشرطى فى مصر.
لذا أطالب وزير الداخلية الذى لا أنكر أنه لديه إرادة نحو تغير الأوضاع بأن ينقذ شباب مصر من براثن تجار المخدرات ويفتح هذا الملف بكل حزم، ويوقظ رجاله لمواجهة مافيا المخدرات فى مصر، فإذا نجحت الشرطة فى هذا الملف، فسنبدأ عصرا جديدا تنتهى فيه كل ألوان البلطجة والانفلات الأمنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة