لا أحب أن أستخدم مصطلح «الفيلم المسىء للرسول» وأفضل المسىء للمسلمين لأن الله سبحانه وتعالى حمى رسله ورسائله وكتبه من الحمقى أمثال تيرى جونز ومصعب حسن يوسف وموريس صادق أو أبو إسلام، لأن من يحرق أو يمزق القرآن الكريم أو الإنجيل المقدس أو التوراة أو حتى أى كتاب يقدسه أصحاب المعتقدات، ما هو إلا أحمق لايسىء لأحد سوى نفسه المريضة وجماعته المأجورة، كذلك تذكرت المثل الشعبى القائل «لا يلدغ مؤمن من جحر حية مرتين» وكيف أن بعضنا أدمن اللدغ من ذلك الجحر، فمن الرسوم المسيئة إلى الفيلم المسىء هناك جماعات يمينية صهيونية تراجعت بعد صعود أوباما وأضرها التقارب الإسلامى الأمريكى بعد الربيع العربى، فقررت أن تضرب «إسفين» لإفساد هذا التقارب، ومن يراجع «اليوم السابع» فى الثلاثة شهور الأخيرة سيجد أن تلك الجماعات المتصهينة وأذرعها السياسية والحقوقية فبركت تقارير من وحى الخيال عن المائة ألف مهاجر القبطى، وكيف بمهارة علمية استخبارية استخدم هذا الرقم من أجل ترسيخه وترويجه باحث وسياسى كبير مثل ديمس روس، ثم نشرت «اليوم السابع» خريطة تقسيم مصر بين أقباط ومسلمين التى زعمت المجموعة الصهيونية أن الكونجرس سوف يعتمدها عام 2043، واستمر مخطط صناعة التخويف للأقباط من قبل هؤلاء على غرار منهجية الوكالة اليهودية لتهجير اليهود المصريين فى خمسينيات القرن الماضى، ولم يعبأ أحد بكل ذلك، ففتح تحالف اليمين الصهيونى واليمين الهولندى باب الهجرة للأقباط المصريين لمزيد من صب الزيت على النار، فى ترابط واضح بين محطة الهولندية للموساد والمحطة الأمريكية ولم ينتبه أحد إلى ذلك فما كان من صناع التخويف للأقباط والتقسيم لمصر سوى إلقاء قنبلة الفيلم المسىء، هكذا يخطط هؤلاء، والأهم أنهم يدرسون ردود أفعال المعادل الموضوعى لهم فى مصر والبلدان العربية أقصد السلفية الجهادية من أصحاب الرايات السوداء وأمثالهم، والغريب أن هناك تقسيم عمل مبنيا على تبادل المصالح بين الإخوة الأعداء فى أفغانستان أو فى جبال تورا بورا، فكلاهما صاحب مصلحة فى تحويل الربيع العربى إلى مشهد غير حضارى وغير ديمقراطى، لإثبات أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيع حمايتها الإخوان المسلمين، بل إما إسرائيل أو أصحاب الرايات السوداء، وإلا كيف نفسر الترابط ما بين جمعة قندهار 29-7-2011 فى ميدان التحرير والهجوم على قسم ثان العريش من قبل أصحاب الرايات السوداء فى ذات الليلة وإعلان الإمارة الإسلامية فى سيناء؟ والهجوم على السفارة الأمريكية بالقاهرة وتعليق الرايات السوداء 13 سبتمبر الجارى، وفى اليوم التالى الهجوم من قبل هؤلاء على معسكر لقوات حفظ السلام فى سيناء؟ وعلى هذا المنوال يمكن حصر الترابط بين تحركات أصحاب الرايات السوداء فى وحدة عمل ما بين ليبيا مصر اليمن السودان.. إلخ، فى رسالة واضحة يرسلها أيمن الظواهرى للإدارة الأمريكية مفادها «أنا أشطر من الشاطر» وقد تمتد التساؤلات إلى لماذا انعدمت أو تضاءلت ردود الأفعال فى السعودية والخليج ومعظم الدول البترولية؟.. والله أعلم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
لا يلدغ مؤمن من جحر حية مرتين مثل شعبي ؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن
مقالك جيد يا أستاذ سليمان