بين الحين والآخر يخرج علينا رموز التيار الليبرالى واليسارى ببعض المصطلحات التى يروجون لها فى وسائل الإعلام المختلفة للنيل من التيارات الإسلامية وتشويه صورتها أمام الرأى العام، وعلى سبيل المثال وجدنا هذه التيارات قبل الثورة تروج لوصف الإسلاميين بالمتشددين والمتطرفين والتكفيرين، ولذا وجدنا كتابهم وفنانيهم من أمثال وحيد حامد ولينين الرملى وإسعاد يونس وعادل إمام وشريف عرفة وغيرهم الكثير، يضربون على هذه الأوتار من خلال أعمال فنية يتبعها معارك سياسية فى الفضائيات التى رعاها النظام السابق بكل إخلاص.
ولم يختلف الأمر بعد الثورة، فوجدنا هذه القوى تحارب بشكل أكثر شراسة الإسلاميين خاصة بعد انحياز الشعب لهم فى مختلف الانتخابات التى أجريت منذ الثورة حتى الآن، فتارة يتهمونهم بالتكويش على السلطة، وتارة يتهمونهم بإقصاء الغير، وأخيرا أطلقوا حربهم تحت مظلة مواجهة «أخونة الدولة»، وذلك بخلاف كم المسلسلات الرمضانية التى حولت الإسلاميين لشياطين إنسية وطيور ظلامية، ويأتى ذلك فى الوقت الذى يثبت فيه الإسلاميون حرصهم على مشاركة كل القوى الوطنية فى تسيير أمور البلاد، فالحكومة التى روج أنها ستكون إسلامية تأتى بشكل كبير تعتمد على التكنوقراط المستقلين وقلة قليلة من الإسلاميين، ووجدنا فريقا رئاسيا به كل الألوان السياسية باعتراف الجميع، ولم يمثل به الإسلاميون إلا بأعداد محدودة.
وإذا انتقلنا إلى المعالجات الإعلامية للإنجازات التى لمسها كل المصريين داخليا وخارجيا فى سياسة الرئيس مرسى، والتى أعادت مصر للمشهد الدولى بكل قوة، وأثنى عليها معظم دول العالم، نجد أنه مازال حقد بعض هذه القوى يعمى أبصارهم عنها، ويثيرون الغبار حولها، وبالطبع لا أقصد هنا النقد البناء فهذا حق الجميع، لكن ما أقصده هو التشوية المتعمد لهذه الإنجازات.
أرى أن حالة العداء من هذه القوى للإسلاميين لابد أن تنتهى، وأدعو هؤلاء إلى فتح صفحة جديدة مع الإسلاميين، فمصر تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، وتحتاج لجهود كل أبنائها، وحضنها يسع الجميع بمختلف اتجاهاتهم، وبدلا من التفرغ للمعارك الوهمية، عليهم أن يعملوا فى الشارع ويتنافسوا مع التيارات الإسلامية، ففى هذا التنافس الخير الكثير الذى سيثرى مجتمعنا فى مختلف المجالات الحياتية.
كما أن عليهم الكف عن الدعوى التى يطلقونها بين الحين والآخر، والتى تأجج النيران بين مختلف القوى، وآخرها ما عرف بأخونة الدولة، ولا أدرى كيف لشخصية ثورية مثل كمال خليل أن يتورط فى العداء لرفقائه فى النضال من الإخوان، ويدعو لتظاهرات تتشابه مع المظاهرات الفاسدة التى تزعمها قيادات الفلول، وعلى رأسهم أبوخرطوشة، والتى أسقطها الشعب، ولا أدرى عن أى أخونة يتحدثون، فى حين نجد أن كل القيادات الإخوانية خارج المناصب الرسمية، وأن التيارات السياسية الأخرى تشارك فى الحكم بنسب أكبر من الإسلاميين، يا رفقاء الطريق رفقا بالإسلاميين وتعالوا إلى كلمة سواء وكفانا تفرقا وتشرذما، فقد حان وقت التوحد خلف رئيسنا الثورى، لنبنى مصر الحديثة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة