جمال أسعد

دروس مستفادة من الفيلم المسىء

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 07:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الفيلم هو فيلم سيئ وليس مسيئا، حيث إن الدين والعقائد الدينية ورموزها من عند الله سبحانه وتعالى وهو المطلق فكيف للمحدود أن ينال من المطلق؟ فهذا الفيلم الحقير الذى أراد صانعوه إشعال نار الفتنة الدينية فى العالم كله تأكيدا أو تطبيقاً لما يسمى بنظرية صراع الحضارات أو صراع الأديان، تلك النظرية الأمريكية التى جاءت لمواجهة المد الإسلامى المتصاعد بعد هزيمة السوفييت فى أفغانستان حتى إنه قد أطلق على هذا المد الإسلامى الخطر الأخضر بديلاً عن الخطر الأحمر السوفيتى المهزوم، فكانت تلك النظرية التى استبدلت الصراع من صراع أيدلوجى إلى صراع دينى حتى يتم استفزاز العالم المسيحى بكل طوائفه لمواجهة العالم الإسلامى بسلاح الدين، وبالطبع فقد كان المقصود أيضًا أن تبدأ الفتنة من مصر، حيث إن الورقة القبطية هى الورقة التى تستغل أبداً ودائماً على مر العصور، ولذا يتم التركيز على فكرة اضطهاد الأقباط وليس الحديث عن مشاكل وتمييز ضدهم، وقد أرادوا الفتنة فى مصر حيث شاركت تلك القلة الخائنة التى باعت نفسها للشيطان الصهيونى الأمريكى وهؤلاء من أعلنوا عن الدولة القبطية المزعومة قد شاركوا فى صناعة وإخراج ذلك الهراء المسمى فيلما، ولذا فكانوا يتصورون أن مسلمى مصر سوف يسقطون فعلة هؤلاء الأمريكان المتمصرين على مجمل الأقباط أيضاً وعلى المسيحيين والمسيحية، حيث إنه يوجد ضمن هذا الفريق القس جونز ذلك المعتوه الذى قام بحرق القرآن الكريم فى مشهد حقير لا علاقة له بأى قيم دينية أو أخلاقية أو إنسانية، ولكن كانت مصر والمصريون كعادتهم حيث يظهر معدنهم الأصيل والحضارى عند الشدائد والملمات، فقد كان البيان الأول الذى رفض واستنكر هذه الفعلة الشنعاء من الكنيسة المصرية، وبعد ذلك هبت كل الكنائس وكل الأقباط بالرفض والاستنكار ومشاركة المحتجين أمام السفارة الأمريكية منذ اللحظات الأولى ناهيك عن المسيرات المشتركة والحاشدة فى أنحاء الوطن، الشىء الذى رد سلاح الفتنة إلى صدور صانعيها، حيث نتج عن ذلك الموقف بعد إنسانى رائع مستمد من المشترك بين المسيحية والإسلام من قيم أخلاقية وإنسانية ومقاصد عليا رائعة، بعيداً عن المختلف عليه، ولذا فهل يمكن أن يتم استثمار هذا المناخ المصرى المتسامح هذا؟ لابد من عدم تضييع هذه الفرصة كالعادة، فعلينا أن نمارس كل أنواع المشاركة المجتمعية والخدمية وعلى كل المستويات، حيث إن هذا يكرس الجانب الإنسانى الذى يسقط حواجز التعصب، ويزيل كثيرا من الحساسية المبالغ فيها، علينا الكف عن ترديد كلمات طائفية مثل الأخوة والنسيج الواحد والعنصرين والوحدة الوطنية، كلنا مصريون، والمخاطبة تبدأ بالمصريين فقط دون تحديد هوية دينية على المؤسسات الدينية والرموز الدينية الإسلامية، حيث إنه لا رموز دينية مسيحية خارج إطار الكنيسة، أن يقوموا بدورهم فى محاصرة التطرف من كلا الجانبين، فلا الإسلام ولا المسيحية تقر تلك الأفعال الحقيرة والخطيرة التى تهدد سلامة الأوطان، بل سلامة العالم كله خاصة أن الله سبحانه وتعالى هو الذى أراد ذلك وهو الذى سيحاسب الجميع، وعلى الكنيسة بدورها الوطنى المعروف المقدر أن تكمل الموقف التاريخى، وأن تقوم بمحاسبة وشرح كل رجال الدين المنتمين للكنيسة الذين شاركوا فى الفيلم، ويشاركون فى إشعال الفتن خاصة فى الخارج من خلال الفضائيات الطائفية، لأنهم محسوبون على الكنيسة غير العلمانية، فى مقابل وقف من قاموا بحرق الإنجيل، فالخطأ لا يقابل بالخطأ، فهذا وذاك مخطئ وبعيد عن قيم الأيان.
حمى الله مصر من شر الفتن والفتانين حتى تظل وطناً لكل المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة