لم يكن هذا الفيلم التافة الذى أقام الدنيا ولم يقعدها هو أول إساءة لنبى الإسلام الكريم، فقد سبق صناع هذا الإسفاف آلاف من المسيئين الذى لم يروا فى الإسلام إلا ما يسوءهم، فكالوا له ولرسوله الاتهامات والافتراءات، ولعل أشد ما لحق بالرسول من أذى هو ما لاقاه ممن كانوا ضمن أصحابه، واستأمنهم على الوحى فخانوه وكذبوه، وممن آذوه فى أهل بيته وممن ذموه شعرا وغناء، فمشت العرب تتغنى بالإساءة إليه. فقد ذكر الإمام عبد المتعال الصعيدى فى كتابه المهم «القضايا الكبرى فى الإسلام» فى ذكر فتح مكة كيف تعامل الرسول مع من آذوه، وكيف رد إليهم الإساءة. وتجدر الإشارة هنا إلى هذا الموقف بعد أن اعتدى آلاف الشباب المسلم على الأبرياء، وبعد قتل السفير الأمريكى فى ليبيا وهو «مستأمن» من قبل المسلمين، وبعد أن حرق الإنجيل أمام السفارة الأمريكية من المدعو «أبوإسلام»، وبعد أن دعت جماعة الإخوان إلى مليونيتها الحمقاء التى ستشعل النار أكثر، كل هذا يجعلنا نسأل:
كيف انتقم الرسول ممن آذوه؟ وهل سار من اعتقدوا أنهم ينتقمون له على سنته أم لا؟
الحقيقة هى أن تجار الغضب سابقى الذكر أساءوا إلى أشرف الخلق بهذه الأفعال الحمقاء، أكثر مما أساء إليه صناع الفيلم المسموم، وهم بذلك يؤكدون من حيث لا يدرون ما أراد أن يثبته صناع هذا الفيلم الأبله من افتراءات، فهؤلاء هم «الأخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، والدليل على هذا ما أورده الإمام عبد المتعال الصعيدى فى «القضايا الكبرى» مبينا كيف تعامل الرسول مع من أسماهم «مجرمو الحرب»، فيقول إن الرسول أمر أصحابه المجاهدين بقتل عدد من الأشخاص حتى إن تعلقوا بأستار الكعبة–برغم أنه قال إن من دخل الحرم فهو آمن–ومن هؤلاء الأشخاص وحشى بن حرب، قاتل حمزة، عم الرسول، وهند بنت عتبة، زوجة أبى سفيان التى أكلت كبد حمزة، وقطعت أذنه وآذان المسلمين، وصنعت منها عقدا، وعبد الله بن أبى سرح الذى كان من كتبة الوحى ثم ارتد، وزعم أنه كان يكتب آيات خلاف ما كان يلقنه إياها رسول الله ثم يعرضها عليه فلا ينتبه، ومن هذا قوله: كان يملينى «عزيز رحيم» فأكتب «غفور رحيم»، وعكرمة بن أبى جهل، وزهير بن أبى أمية، والحارث بن هشام الذين كانوا يعذبون المسلمين ويقتلونهم، وكعب بن زهير الذى كان يهجوه ويسبه بالشعر، وهبار بن الأسود الذى اعتدى على أم المؤمنين زينب بنت جحش وكانت حاملا فأسقطت جنينها، ولم تزل مريضة من هذه الفعلة حتى ماتت، والحويرث بن نقيذ الذى شارك «هبارا» فى جرمه، وزاد عليه بأن تعرض لفاطمة وأم كلثوم، ابنتى النبى، فأوقعهما من فوق جملهما، وبعض المغنيات اللاتى كن يتغنين بهجاء الرسول، بالإضافة إلى عبد الله بن خطل الذى تظاهر بالإسلام ثم قتل مسلما وهرب يسب رسول الله ويذمه.
من كل هؤلاء لم يقتل أمام الرسول إلا «عبدالله بن خطل»، ولم يقتله انتقاما، إنما قصاصا لأنه قتل نفسا بغير نفس، أما البقية فقد عفا عنهم، وصافحهم بما فى ذلك هند بنت عتبة «آكلة الأكباد»، ووحشى قاتل حمزة، وعكرمة، فقد احتمل النبى الكريم كل هذا الأذى الذى طال أهل بيته، كما احتمل غناء المغنيات بذمه، واحتمل جحود الأصحاب ونكرانهم، وانتظر حتى يقوى الإسلام ودولته ثم غزاهم وهزمهم ثم عفا عنهم وصافحهم.
انتهى الدرس لعلكم تعقلون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صادق
العنوان خطأ
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
احييك
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد خيري
أخطأت
عدد الردود 0
بواسطة:
وسام فؤاد
الرسول ل يارس انتقاما
انتق يا أخي ألفاظك وأنت تتحدث عن خير خلق الله..