حررت ثورة 25 يناير كل المصريين من قيود الظلم والذل، وأطاحت بكل من ارتمى فى أحضان النظام السابق، ووهبت لكل الأحرار حريتهم، ثم جاء الرئيس د. مرسى بعد انتخابه لتكتمل هذه المنظومة بالعفو عن المعتقلين السياسيين، وبسبب ذلك سادت حالة من الارتياح فى الشارع المصرى، وتيقن الجميع أننا سائرون على درب الحريات وتحقيق أهداف ثورتنا العظيمة.
لكن هذه الخطوات الجادة نحو إطلاق الحريات للأحرار، أصبحت منقوصة لأنه مازال هناك مظلومون قابعين فى السجون، وعلى رأسهم ضباط 8 إبريل والذى يقدر عددهم بـ21 والذين تم القبض عليهم فى جمعة المحاكمة والتطهير، حيث شعر هؤلاء بأن المجلس العسكرى، خاصة المشير طنطاوى، يتلاعب بمطالب الثورة، ويتعمد تصفيتها معنويًا وماديًا، فقرروا الانضمام إلى المتظاهرين فى ميدان التحرير يوم 8 إبريل 2011، وذلك انطلاقا من الروح الثورية التى سرت فى نفوس كل المصريين، وللأسف صدرت فى حقهم أحكام أقل ماتوصف بها أنها جائرة، وصلت إلى السجن لمدة 10 سنوات، على 13 منهم، ثم خُففت بعد ذلك إلى ثلاثة أعوام.
كما طالت هذه المجزرة الضابط أحمد شومان، الذى لقى نفس المصير، ولا أدرى كيف نحاكم أبناء الشعب المصرى على انحيازهم لثورتنا العظيمة، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهنا علينا أن نفرق بين تسييس الجيش وإقحام أبنائه فى صراعات سياسية بين قوى حزبية وأيديولوجية، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، وبين انحياز هؤلاء الأبطال لثورة شعبية، أنقذت مصر من نظام فاسد، أغرق المصريين فى الذل لمدة 30 عاما.
لذا لابد أن تتخذ القيادة السياسية وقيادات الجيش فورا، قرارا بالإفراج عن هؤلاء الأبطال الذى من طبيعى أن يكرموا، لا يسجنوا أو يهانوا، فالتأخير فى اتخاذ القرار يؤذى مشاعر كل الأحرار من القوى الثورية، وأرى أن الرئيس مرسى على رأس هؤلاء ولن يسمح بأن يبقى هؤلاء الرجال الذين شرفوا الجيش المصرى، أن يستمروا فى غيابات السجون، ولعل ما سمعته من عبارات الأسى، من أحد آباء هؤلاء الأبطال، أثناء لقاء لى بإحدى القنوات الفضائية، تجعلنا جميعا نطالب ليل نهار من أجل إطلاق حرية هؤلاء الرجال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة