ما من شك فى أن هناك تطورا هائلا قد طرأ فى مجال طب الأسنان عموما، وعندما كان الإنسان يتعرض لفقدان بعض أسنانه أو حتى جميعها، نتيجة حادث مثلا أو لأسباب أخرى كان يتم وفق الطرق التقليدية لاستبدال الأسنان المفقودة بعمل التركيبات الثابتة أو المتحركة حسب ما تقتضيه الحالة، أما الآن ومع التطور الهائل فى هذا المجال، أصبح من الممكن الاستعاضة عن الأسنان المفقودة باستخدام جذور اصطناعية من معدن التيتانيوم الخالص، وهى ما تسمى بعملية زراعة أو غرس الأسنان، والتى تعتبر البديل الأكثر ثباتا، والأقرب إلى الأسنان الطبيعية من ناحية الشكل، حيث يتمكن الشخص من الكلام براحة مطلقة وثقة تامة، فضلا عن شكلها الطبيعى.
تقول الدكتورة منى رياض، الأستاذ بكلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة: تعتبر عملية زراعة الأسنان أو غرس الأسنان ثورة بالفعل فى عالم طب الأسنان الحديث، لأنها تعيد الأسنان التى فقدت على مر السنين وتعيد للفم الابتسامة والجمال الضائع وأيضاً تعيد عملية المضغ الطبيعى للطعام، ولا يخفى على أحد كم تؤثر عملية المضغ السليم على هضم الطعام وعلى الصحة بشكل عام، بالإضافة إلى أن زراعة الأسنان تحافظ على عظم الفكين من الامتصاص والضمور وكذلك بهذه الطريقة لا نحتاج إلى برد الأسنان المجاورة والاعتماد عليها فى التعويض، ومع التطور الكبير الذى تشهده حياتنا ومع القفزات الكبيرة التى حققها العلم لم تعد زراعة الأسنان أمر كمالى بل حاجة ملحة.
فعملية زراعة الأسنان تتكون من جزأين:
الجزء الأول: والذى يكون داخل العظم وهو عبارة عن وتد حلزونى يغرس فى فك المريض كبديل صناعى لجذر السن المفقود وتكون عادةً مصنوعة من معدن التيتانيوم، ومن ميزات معدن التيتانيوم قابليته للالتحام مع العظم، فبعد فترة على عملية الزرع تلتحم الزراعه مع عظم الفك وتصبح كأنها سن طبيعى قادر على تحمل الأعباء والوظائف التى تقوم بها الأسنان. ويمكن حديثا زراعة الأسنان بدون شق جراحى تمنع فشل الزراعات بسبب التهابات اللثة.
الجزء الثانى: هو الجزء الظاهر والذى يثبت على الزراعة كبديل لتاج السن وتكون من الخزف بأنواعه والمتعارف عليه المستخدم فى صناعة التركيبات والجسور وأحيانا يستخدم معادن تحت الخزف لتؤمن ناحية وظيفية ممتازة.
توضح الصورة أشكال زراعه الأسنان والمعادن التى تثبت فى عظم الفك.
من الذى يحتاج لزراعة الأسنان؟
زراعة الأسنان ليست حكراً على شريحة معينة أو هى مخصصة لعمر محدد حتى مريض السكر المحافظ على مستوى السكر فى الدم، وكل من فقد سن يستطيع تعويضه عن طريق الزراعة، ويمكن تعويض سن واحدة، أو أسنان عدة، أو حتى كل الأسنان. كما يمكن استخدامها لتدعيم طقم الأسنان المتحرك لتجعله أكثر ثباتا وفاعلية من الطريقة التقليدية.
ولكن هل هناك موانع صحية قد تحول دون إجراء عملية زراعة الأسنان؟
تجيب الدكتورة منى رياض قائلة: بالطبع هناك موانع صحية تحول دون إجراء عملية الزراعة مثل عدم قدرة المريض على تحمل أية عملية جراحية لإصابته بأمراض خطيرة قد تؤثر على التئام العظم واللثة مثل الحالات المتطورة لأمراض نقص المناعة والاضطرابات العظمية أو الدموية وكذلك التذبذب الشديد لمستوى السكر فى الدم أو تعرض المريض لجرعات عالية من الأشعة العلاجية، فهذه الحالات تؤثر بشكل خطير على نجاح زراعة الأسنان، كما أن هناك حالات أخرى تؤثر بشكل نسبى على نجاح الزراعة وينصح بمعالجتها أولا ثم وضع غرسات الأسنان ومن هذه الأمور كثرة التدخين وإهمال العناية بصحة الفم من قبل المريض، ويظل طبيب الأسنان المتخصص هو الذى يقرر صلاحية الحالة للزراعة من عدمها.
تختلف الفترة الزمنية من شخص لآخر حسب العمر وهى تقدر وسطياً من 2 إلى 5 أشهر كما أن هناك نوعا من الزراعات يتم تركيب الأسنان عليها مباشرة وتسمى الزراعة الفورية وفيها يتم تركيب نوع خاص من الزراعات وتتميز بقابلية تركيب التعويض مباشرة بعد الزرع، حيث يتم إنهاء كافة المعالجات خلال أسبوع ، والأشعة للمريض تساهم فى تحديد إمكانية استخدام هذه الزراعات أو النوع العادى.
وتؤكد الدكتورة منى بأنه لا توجد أية مخاطر وزراعة الأسنان لا تصاحبها أية مضاعفات، وهى عملية غاية فى البساطة وغير مؤلمة وتتم تحت التخدير الموضعى.
وزراعة الأسنان أفضل من الأطقم والتركيبات العادية فالمريض بعد زراعة الأسنان لا يشعر بوجود شىء غريب فى فمه، كما يكون طبيعياً أثناء المضغ والكلام فهناك زراعة ثابتة وهناك متحركة، وهناك مرضى لا يستطيعون زراعة طقم كامل مثل مريض بحاجة إلى فك كامل ومتقدم بالسن، ولا يتحمل عملاً جراحياً قد تكون له مضاعفات، ولا يتحمل التخدير أو التكلفة المادية هى العائق، ولمعالجة مشكلة ثبات الطقم، يمكن بعد دراسة الأشعة للمريض.
واستخدام زراعتين أو ثلاثاً فى الفك السفلى ومثلهم فى الفك العلوى ويركب عليهم الطقم المتحرك ويكون ثباته جيداً.
إن زراعة الأسنان هى الحل الأمثل لتثبيت ودعم الطقم السفلى الكامل والذى يعانى كثير من المرضى من عدم ثباته ويعانى البعض الآخر من استخدام لواصق التثبيت.
إن زراعة الأسنان تخلص المريض من المشكلات النفسية التى قد يسببها فقدان الأسنان أو استخدام تعويض مؤقت كما تمكن المريض من تناول كل ما يحلو له من الطعام دون خوف من تحرك الجهاز وسقوطه وتساعد على سلامة النطق وصحة الكلام.
الصورة توضح الأسنان بعد الزراعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة