صدق أو لا تصدق..
الكيان السياسى الوحيد الآن الذى يعمل وفق خطة تبدو واضحة، ويحافظ على قياداته بعيداً عن محرقة الإعلام، ويراجع نفسه سياسياً باستمرار ويعالج أخطاءه الداخلية بهدوء وحسم، ويسير بخطا واثقة نحو المنطقة التى سيقف فوقها لمناطحة الإخوان وإقلاق منامهم السياسى.. هو حزب النور!!
«دستور البرادعى» مازال يتشكل ويعانى من ارتباك غير مفهوم سببه صعود قيادات وسقوط أخرى، وسط اختفاء غير واضح المعالم للدكتور البرادعى باستثناء تجلياته على موقع تويتر، وتيار «حمدين» الشعبى لم تنبت له رأس ولا قدمان أو تتشكل ملامحه بعد وبالتالى لا أنياب له حتى الآن، والحرية والعدالة الإخوانى مشغول بجمع المغانم وتعضيد حكم الرئيس محمد مرسى، وحده حزب النور يلعب وحيدا خلال الثلاثة شهور الماضية ويمكنك ببساطة أن تتتبع ما نشر عن أخبار زيارات قيادات الهيئة العليا للحزب إلى مختلف محافظات ومؤسسات مصر المختلفة بداية من أكاديمية الشرطة، ومروراً بالعشوائيات والاجتماع مع مشايخ قبائل سيناء وانتهاء بزيارة الجيش الثالث والاجتماع مع قياداته.
النور الذى اعتبره البعض حصان الانتخابات البرلمانية الماضية الأسود يسير بخطى ثابتة نحو الحفاظ على لقبه وتخطيه إن أمكن، والأهم فى حالة الثبات السياسى التى يعيشها حزب النور هو الصعوبة التى كانت تمنع أحدهم قبل الثورة أو حتى بعدها من التفكير بخصوص ظهور حزب سياسى بميول سلفية متشددة على الساحة السياسية مقدماً أداء يمكن وصفه بالجيد.
الاختلاف الفكرى مع حزب النور ربما تكون مساحته واسعة، ولكن على المستوى الخططى والتحركات التى يتبناها الحزب خاصة فى أزماته التى تعامل معها بحرفية سياسية عالية بداية من أزمة البلكيمى ومرورا بأزمة استقالات أعضاء الحزب فى طنطا ونجاح قيادات الهيئة العليا فى تحويل الأزمة التى تقصم ظهر أى حزب سياسى وليد إلى حوار ونقاش يدخل ضمن خطة الحزب التى تشير بهدوء منذ حل البرلمان لإعادة هيكلة دوائر الحزب المختلفة وتقييم وتغيير القيادات استعداداً لانتخابات البرلمان والمحليات القادمة.
أعلم أن حقيقة تطور الأداء الحزبى والسياسى لحزب النور وتفوقه على كثير من الأحزاب اليسارية والليبرالية التى يعمل قادتها بالسياسة منذ زمن ربما تصدمك، وأعلم أن رد الأحزاب المدنية الجاهز حول استغلال حزب النور للدين هو سبب نجاحه السياسى يشعرهم بالراحة ولكن ما يقوله الواقع هو الأهم، وما تقوله حالة الفرز التى أشعلها حزب النور بأدائه السياسى داخل التيار السلفى المصرى يؤكد أن الفوائد السياسية والاجتماعية لوجود النور السلفى داخل الساحة السياسية منذ الثورة وحتى الآن أهم بكثير مما قدمه السادة القائمون على الأحزاب المدنية الذين يباغتونك كلما ناقشتهم بتعليق فشلهم على شماعة استغلال الأحزاب الدينية للخطاب الدينى دون أن يدركوا ولو للحظة واحدة أن أول مهامهم كانت تقتضى عليهم تقديم خطاب دينى مستنير ومغاير للشعب الذى يستسهلون اتهامه بالجهل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة