حنان شومان

زمن العوالم

الإثنين، 27 أغسطس 2012 08:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى اللغة يقال إن هناك عالما أو عالمة والمقصود بهما هؤلاء العالمون ببواطن الأمور فقد يكونون علماء فى الذرة أو فى الفقه أو اللغة أو فى أى من المعارف الإنسانية، وهؤلاء يقول عنهم رب العزة «إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ» صدق الله العظيم، أى أنه كلما زاد علم الإنسان ومعرفته زاد يقينه فى وجود الله وبالتالى خشيته منه.

ولكن فى اللغة أيضاً هناك كلمة «عالمة» وجمعها «عوالم» وتستخدم فى اللغة الدارجة لتعنى فى زمن مضى الراقصة وبالتالى لا وجود فيها للمذكر، وعالَم العوالم بالتأكيد كان كما تعرفون يتركز فى زمن مضى فى شارع محمد على ولعل أشهر من صور هذا العالم كان المخرج حسن الإمام الذى عُرف بمخرج الروائع.

كان الرجل يحكى حكاية كيف انتقلت البنت الغلبانة الفقيرة إلى عالم الليل والنفاق والرذيلة وكان فى الغالب يدفعنا كمشاهدين لأن نشفق عليها ونشعر أن المجتمع هو المسؤول عن سقوطها وأن هناك رجلا دائماً شريرا هو الذى يسقطها فى براثن الرذيلة وكان من أهم صفات العوالم أنهن يضحكن ضحكة خليعة ويلاطفن الزبون وهن يلعنّه فى سريرتهن فيظهرن غير ما يبطن.

لكن سيبك بقى من سيبويه والتاريخ وأصل الأشياء ودعنا ندخل على الحاضر، فبدون مقدمات نحن فى زمن العوالم ولكن عوالم هذا الزمن أغلبهم ذكور وبعضهن من النساء، وهم كثر ولن تحتاج لمجهود كبير لكى تشير لهم، فالأسهل لك أن تخرج غير العوالم من التصنيف بدلاً من أن تحدد عوالم هذا الزمن.

عوالم هذا الزمن هم الراقصون على أحبال من يملك السلطة ومنذ الخامس والعشرين من يناير 2010 تغيرت كثيراً وسريعاً موازين القوى والسلطة فى مصر مما دفع العوالم للإسراع فى خطاهم فى التنقل من جانب إلى آخر، والناس والجماهير وقوف يشاهدون الرقص على عينك يا تاجر. فمن تصفيق لمبارك وحكمته أو حتى اختلاف محسوب معه إلى وقوف مع حكمة الشباب ودفاع عنهم أمام جبروت رجل ونظام حين بدا للعوالم ترنح النظام.

ومن تصفيق وتقبيل يد المجلس العسكرى حين بدا أنه المسيطر لتقبيل يد المرشد حين انقلب الأمر. المهم هو خدمة الزبون أيا أن كان ولكن مش أى زبون، فقط الزبون الذى يحجز المنضدة اللى فى الصدارة.

ليس من الأهمية أن أقول لك فلان وفلان أمثلة من العوالم لتحذرهم أو أن تذكرنى أنت بآخرين لم أذكرهم لأحذرهم، ولكن الأهم أن ندرك أننا فى زمن العوالم وليس زمن الإخوان والأهم ألا يأتى لنا مخرج روائع جديد كحسن الإمام يستدر عطفنا واحترامنا لهم لأن عوالم هذا العصر لا يستحقون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة