أنت مدعو إلى ركوب قطار النهضة المنطلق بسرعة حصان مجلة أكتوبر الحكومية الإخوانية، وشرط الركوب هو أن تعترف أولا بأن الرئيس محمد مرسى هو الرئيس المبروك الذى تخضوضر اليابسة على يديه ومن بين أصابعه يجرى الخير كله، لكن قبل أن تركب لا تنسى أن تخلع عقلك على أبواب قطار نهضتهم، وأن تسير مغمض العينين ولا تفاجأ إذا ما فتحت عينك ووجدت نفسك نازلا فى أحط مراحل العصور المظلمة، فما تفعله رموز التيار الدينى الآن من مقدمات لا تنبئ بأى حالة من الأحوال إلا بعودة أصيلة لزمن الخرافات واصطناع الديكتاتوريات على الطريقة العتيقة.
ها هو عصام العريان رائد الجناح «التنويرى!» فى الجماعة يدعى أن الفيضان هذه السنة زاد ويبشرنا بسبع سنين سمان فى عهد مرسى موحيا بأنه «مبروك» وها هم صبيان الإخوان يدعون أن مرسى اختيار الله، وها هو الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل يدعى أن مرسى من أهل الحق والبرادعى وحمدين من أهل الباطل، وها هو الشيخ المحلاوى يدعى أيضا أن مهاجمة مرسى معصية ومعارضته محرمة، أما إمامهم ومرشدهم محمد بديع فيرسخ فكرة المرسى المبروك، بقوله إن محصول القمح زاد ستة أضعاف! على وجه مرسى المبروك، مستخفين بتلك الدعاوى الباطلة بعقول الناس وعلمهم وثقافتهم، مجسدين شخصية فرعون الذى قال عنه المولى عز وجل «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ».
هؤلاء هم فقهاء السلطان الذين كنا نسمع عنهم فى سالف العصر، والأوان فشاء الله أن يرينا إياهم بأعيننا قبل تحنيطهم فى كتب التاريخ والمتاحف، فلم يجتهد أحد من هؤلاء ليقول قولة حق عند سلطان جائر يقصف الأقلام وينكل بالكتاب، واجتهدوا فى صنع أسطورة استبدادية جديدة بحياكة الأساطير حول مرسى وتصويره بإعتباره صاحب الكرامات مهلك الأعداء، وتلك قطفة واحدة من تصريحات كبار قيادات الجماعات الإخوانية الإسلامية المتحالفة على التخلف والمتواطئة على التجهيل، ولم أتطرق إلى ما يقوله صغارهم وصبيانهم فى الشوارع والجوامع والمجالس، فالمرشد مثلا كذب وادعى أن محصول القمح زاد ستة أضعاف، فى حين أنه لم يزد إلا بنسبة مليون طن، وبالطبع لم يجرؤ على أن يقول أن هذه الزيادة كانت بسبب سياسة الوزير السابق جودة عبدالخالق، وكذب مدعيا أنها بركات مرسى، وكذلك العريان الذى ادعى أن الفيضان زاد ببركة مرسى مستخدما حيلة الطغاة التى تدعى أن كل الخير «بركة للحاكم» وكل الشر مؤامرة أو ابتلاء، وما الزيادة ولا النقصان إلا بقضاء الله وقدره.
الصورة الأوضح فى عودة «فقهاء السلطان» ليست فى موقف المرشد ولا العريان فأولا وأخيرا هتان القيادتان من السياسيين الذين لا يتورعون عن الكذب من أجل ترويج أنفسهم وحزبهم، أما المحير حقا فهو موقف الشيخ حازم أبوإسماعيل وموقف الشيخ المحلاوى اللذين يدعيان أنهما مع تطبيق شرع الله «من وجهة نظرهما طبعا» مصدرين الفتاوى المؤيدة لمرسى والمتهمة مخالفيه بالعدوان على الشريعة فى حين أنهما يتجاهلان تماما أن مرسى اقترض من البنك الدولى «الربوى» المحرم من وجهة نظرهما وأنه يمد يده لإيران الشيعية التى يعرفها السلفيون بأنها رأس الكفر ويصفونها بأنها أخطر من إسرائيل، ولست –شخصيا- ضد مبدأ الاقتراض ولا التعاون مع إيران، لكنى فقط أذكرهم بمواقفهم التى يصدعوننا بها ليل نهار.
بالمناسبة، من قال إن العريان من الجناح المستنير فى الجماعة؟ وأين الجرين كارد الذى يخص والده الشيخ حازم؟ ولماذا كان يعارض المحلاوى السادات إذن إن كان سيتحول بين يوم وليلة إلى فقيه السلطان الذى يقترض بالربا ويهادن الشيعة؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة