كان لافتا أن تتحول الكثير من خطب صلاة عيد الفطر المبارك إلى نوع من الدعاية السياسية ضد مظاهرات 24 أغسطس بدلا من تذكير الناس بمعنى العيد ودوره فى التقارب بين المختلفين، ووصل الأمر إلى تكفير بعض الخطباء الخارجين فى المظاهرات السلمية والدعوة لمعاقبتهم والتصدى لهم بالقوة.
ورغم أننى شخصيا ضد مظاهرات 24 أغسطس وضد الدعوة للتعامل بالعنف والحرق مع مقرات الإخوان والحرية والعدالة شأنهم شأن أى فصيل آخر، فإننى كنت أود لو جرب السياسيون على المنابر أو فى الأحزاب الابتعاد عن الدعوة إلى العنف أو العنف المضاد فى الأعياد والمناسبات التى يمكن أن يكون التسامح والود فيها خريطة طريق تفتح صفحة جديدة للمتشاحنين والفرقاء.
لكن أكثر ما ساءنى فى أخبار العيد ما خرج به علينا الأستاذ المحامى والمرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة حازم أبوإسماعيل، فقد شن هجوما حادا مغرضا على وسائل الإعلام، فى سياق المخطط الذى يقوده عدد من المنتسبين للإسلام السياسى لشيطنة الإعلام وإرهاب الصحفيين، ضيقا بالنقد والمحاسبة وكرها فى اختلاف وجهات النظر اعتقادا من هؤلاء الذين يزكون أنفسهم باعتبارهم ملاك الحقيقة وأن مخالفتهم فضلا على انتقادهم كفر والعياذ بالله، لا يستوجب إلا العقاب. الأستاذ حازم أبوإسماعيل المحامى هاجم ما وصفه بالإعلام الكاذب «الذى ينشر معلومات مغلوطة ترهب المواطنين وتبث فى قلوبهم الذعر والشائعات بأن آيات الله بها أخطاء وبها احتكار للحق»، فماذا يقصد الأستاذ حازم بكلامه عن «آيات الله»؟ هل يقصد أن وسائل الإعلام التى أشار إليها تطعن على آيات القرآن الكريم والعياذ بالله؟ أم يقصد أن تفسيره السياسى لآيات القرآن الكريم فيما يتعلق بنزوله الانتخابات ومواجهة معارضيه هو والنص القرآنى المنزل من الله سواء بسواء، وأن انتقاده يعنى انتقادا لآيات الله؟ أم يقصد تشويه الإعلاميين وإظهارهم بمظهر الكفار تمهيدا لإهدار دمائهم؟ هذا اللعب الرخيص بالألفاظ اعتاده الأستاذ أبوإسماعيل طوال الشهور الماضية، وكان سببا فى إهدار دماء كثير من المصريين الذين صدقوه، كما كان سببا فى إظهارنا بمظهر الدولة المتخلفة التى يحاصر عدد من مواطنيها المحاكم لإرهاب القضاة، وأعجب من عدم إقدام أجهزة الدولة على محاسبته على ما ارتكبه من أفعال وما تسبب فيه من كوارث حتى الآن!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة