هانى صلاح الدين

لا تحرقوا الوطن بنيران الطائفية

الخميس، 02 أغسطس 2012 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما سادت الوطن حالة من الوئام بين أبنائه، نجد هناك أصابع خفية، تحاول أن تشعل نيران الفتنة الطائفية التى يرفضها كل المصريين، وذلك لدفع المصريين للتناحر فيما بينهم، حتى تسود الفوضى وحالة عدم الاستقرار، ومن الغريب أن كل مسببات الفتن تبدأ بحوادث عادية، لو وقعت بين أبناء ديانة واحدة، ما وجدنا كل الأحداث المؤسفة التى تقع عقب الحوادث الطائفية.
وخير دليل على ذلك الأحداث المؤسفة التى شهدتها محافظة الجيزة بمدينة دهشور، فالمتابع للحدث يجد أن ما وقع لا يتعدى كونه مشاجرة بين شخصين، حيث أخطأ مكوجى وحرق قميص أحد زبائنه، وبقدرة الأصابع الخفية تحولت المشاجرة التى كان- من حظنا العسر- طرفاها مسلما ومسيحيا إلى فتنة طائفية استخدمت فيها زجاجات المولوتوف الحارقة التى تسببت فى مقتل أحد الشباب المارين بالشارع أثناء الحادث، ثم وجدنا الأمور تتصاعد بشكل سريع، لدرجة أن مدينة دهشور شهدت حرب شوارع، ولولا تدخل الأمن لسقط العشرات من قتلى العنف الطائفى البغيض.
ولا ننكر أن هناك حالة احتقان، رمى بذورها النظام السابق، ورواها المتشددون من الطرفين، واستثمرها المتاجرون بمصر من بعض أقباط المهجر، من أمثال موريس صادق، ومايكل منير، ومدحت قلادة، ومن على شاكلتهم الذين أعلنوها حربا منذ أن وصل الإسلاميون للحكم فى مصر، ويسعون بكل ما أوتوا من قوة لتشويه صورة مصر فى المحافل العالمية، وكان واضحا آثار أصابعهم فى تقرير الحريات الدينية الذى خرجت علينا به أمريكا مؤخرا، حيث صورت أن هناك حالة من الاضطهاد الكبير لأقباط مصر، وتناسى التقرير أن يشير إلى أن حوادث الفتنة الطائفية تحدث بشكل عابر، وغير منظم، وأن جلها عبارة عن مشاجرات عادية غير مخطط لها مسبقا.
لكن أرى من أجل تفويت الفرصة على المستغلين للأحداث الطائفية فى مصر، سواء من الخارج أو الداخل، أنه لا بد أن يكون هناك دور أكبر للمؤسسات الدينية، سواء الأزهر أو الكنيسة، من أجل تعميق الود بين الطرفين، ومناقشة كل المشاكل بشفافية كاملة، ووضع الحلول المناسبة العملية لها، كما علينا جميعا أن نحارب التشدد والغلو عند الطرفين بكل قوة، فالأديان السماوية ما جاءت إلا بالتسامح وقبول الآخر، كما على النظام المصرى الجديد ترسيخ مبادئ المواطنة، وتدعيمها فى الدستور الجديد، وأيضا إنجاز قانون بناء دور العبادة عند غير المسلمين، حتى ننهى كل ما يجرنا إلى الطائفية البغيضة.
وعلى مؤسسات المجتمع المدنى أن تقوم بدورها الاجتماعى، وتثقيف الفئات البسيطة فى المجتمع بما يحاك بالوطن من خلال إشعال مثل هذه الفتن الغريبة على مجتمعنا المصرى، لعل يكون فى هذه النقاط حلول سريعة للتخلص من حالة الاحتقان التى تظهر آثارها بين الحين والآخر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة