قد ترى مثل كثيرين، أن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أراد بقراره بإحالة المشير حسين طنطاوى، ورئيس الأركان سامى عنان للتقاعد الاستحواذ على المؤسسة العسكرية، وقد ترى أيضًا مثل كثيرين أنه بإلغائه الإعلان الدستورى المكمل، أراد أن يستحوذ أيضًا على السلطة التشريعية ويكون بذلك استحوذ على مقاليد السلطة كلها، اسمح لى إن كنت من هؤلاء فأنت مخطئ.
قرار الدكتور محمد مرسى بإحالة المشير حسين طنطاوى، ورئيس الأركان سامى عنان للتقاعد، وقراره بترقية اللواء عبد الفتاح السيسى لرتبة فريق أول واختياره وزيرًا للدفاع، أعاد للثورة روحها من جديد، قراره هذا أكد أنه وبحق رئيس للإرادة المصرية ولثورتها العظيمة.
جاء قرار الدكتور مرسى فى وقت استشهد فيه 16 من ضباط وجنود أبناء القوات المسلحة وأبناء مصر، جاء قرار مرسى لأنه شعر بخطر يحوم حول الأم مصر وأبنائها، جاء قراره لأنه تأكد من أنه الأب، الذى سيقف فى يوم بين يدى الله ليحاسب عمن قتل ومن جاع ومن تعرى ومن هتك عرضه.
قرار الرئيس مرسى هو قرار الإرادة الشعبية وقرار الثورة المصرية، اتخذ مرسى قراره هذا لأنه رأى أن قادة القوات المسلحة، أصبحت فى شغل عن مهمتها الرئيسية، وهى حماية الوطن وحدوده، الأمر الذى أدى إلى الغدر بأبنائنا وقت تناولهم إفطار طاعة الله وخدمة الوطن، أراد الرئيس مرسى أن يعيد الأمور إلى طبيعتها، ولسان حاله من أراد السياسة والسلطة فأهلا به، حيث عين سيادته كلا من المشير والفريق عنان مستشارين له، أما أمن الوطن وأبناؤه فلا تهاون فيه ولا ينبغى أن يقوم القائم عليه بعمل آخر معه، فيشغله هذا عن واجبه الرئيسى فيتسبب فى قتل والغدر بأبناء مصر.
لم يرد الرجل إهانة أحد ولم يرد أيضًا الانتقام من أحد أو أن يصفى حسابات مع أحد، وكان شعاره الدائم "لا مجال للتخوين ولن ننظر للخلف"، فقط أراد أن يضخ دماء جديدة محبة للوطن تعمل عملها المعروف وتقوم به على أكمل وجه، أراد أن يدفع البلاد نحو الديمقراطية، أراد أن يحدث تغييرا مهما ومطلوبا فى السياسة المصرية، التى طالما كان فيها الجيش مهيمنا عليها منذ عام 1952، أراد الرجل من قراراته هذى الانحياز للحق ولمصلحة الوطن.
وفق الله الرئيس وأعانه ودبر له، وما أتمناه منكم سيادة الرئيس، احترامًا للسلطة التشريعية المنتخبة القادمة واحترامًا لإرادة المصريين واحتراماً للفصل بين السلطات، أن تتمهل فى إصدار أى تشريعات قد يكون لها تأثير طويل الأمد على المصريين، وذلك بعدما أصبحت السلطة التشريعية والتنفيذية بيدك منفرداً.
وفق الله مصر لما يحبه ويرضاه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة