هانى صلاح الدين

المعركة لم تنته بعد

الأربعاء، 15 أغسطس 2012 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما شهدته مدينة رفح من أحداث دامية لن تنساها ذاكرة التاريخ المصرى، وتعد جريمة لن يغفرها الشعب لمن قصروا وأهملوا فى القيام بدورهم فى حماية حدود مصر، فاستشهاد 16 من أبناء الوطن بهذه الطريقة الدنيئة، لايعد إلا دليلا واضحا على هشاشة الوضع الأمنى لدينا، وضعف الأجهزة الأمنية التى عجزت عن القيام بدورها فى إنقاذ أبنائنا من هذه المجزرة، ولن تكفى الخطوات الجادة التى اتخذها الرئيس ومنها إقالة رئيس المخابرات العامة والإطاحة بجنرالات الجيش.

إن جريمة الأجهزة الأمنية تكمن فى أنها علمت بهذه الكارثة، من الأجهزة الإعلامية للكيان الصهيونى التى حذرت من وقوع هذه الجريمة قبلها بأيام، بل وطالبت رعاياها بترك سيناء، ووصل الأمر إلى أنها بثت فيديوهات لما سمتهم بعض المتطرفين أثناء قيامهم بتدريبات عسكرية فى سيناء، وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، وكان من أبسط القواعد الأمنية، أن توالى هذا الأمر بالاهتمام خاصة أنه مرتبط بقضية أمن قومى، وثغر حدودى، يقع مع عدو متربص بنا.

وأرى أن المسؤول عن هذا الحادث ثلاث جهات أمنية، تمت معاقبة جهة واحدة منها وبشكل غير كامل، فجهاز المخابرات العامة الذى أرى أنه فى أمس الحاجة إلى التطهير الجاد من رجال عمر سليمان، الذى مات، لكن مازالت عقليته وطريقته مسيطرة على هذا الجهاز، فالإطاحة بموافى بداية تطهير وليس نهاية خطوات نحتاجها فى هذا الطريق، والجهاز الثانى المخابرات العسكرية الذى لابد أن يكون للمجلس العسكرى موقف حاد معه، خاصة أن الأمر مس سمعة الجيش المصرى، والجهاز الثالث الأمن الوطنى الذى من المفترض أنه موجود لرصد مثل هذه الجرائم، ولكن للأسف منذ قيام الثورة، تحول لخيال مآتة، يجلس رجالاته فى المكاتب لطرقعة الصوابع، واستلام الرواتب العالية نهاية كل شهر، ومنهم من تفرغ للمشاركة فى إجهاض الثورة بشكل أو آخر.

إن المشاهد الدموية التى شاهدناها لشبابنا الطاهر فى مجزرة رفح، توجب على القيادة السياسية، تفكيك جهاز الأمن الوطنى، وبناء أجهزة مخابراتية يكون ولاؤها للثورة والثوار، وتكون جديرة بأن تحمى مصر من المخاطر الخارجية والداخلية، وتنقذها من شيوع حالة الفوضى والاضطراب.

ولا أستبعد أن يكون للصهاينة دور بارز فى مثل هذه العمليات القذرة، التى تنال من سمعة الجيش المصرى والوطن، فشماتة قيادات الجيش الصهيونى كانت واضحة فى عيونهم، وننتظر أن تكشف التحقيقات حقيقة هذا الحادث الصادم، كما أن هناك حالة من الارتياح تسود الشارع المصرى، بعد المعارك التى يخوضها الجيش مع بؤر الإرهابيين فى سيناء، فلعل ذلك يرد لنا بعضا من كرامتنا العسكرية التى جرحت، وأتوقع أن يتفرغ الجيش وقياداته الجديدة لحماية مصر، ولايشغلوا أنفسهم بشؤون السياسة والحكم فهناك رئيس هذه هى مهمته الأولى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة