حنان شومان

عنتر ولبلب وبينهما الإخوان والمجلس وأشياء أخرى

الجمعة، 10 أغسطس 2012 01:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تذكرون فيلم من زمن الأسود والأبيض كان عنوانه عنتر ولبلب بطولة شكوكو وسراج منير، كان يحكى كما أغلب أفلام هذا الزمان حكاية بسيطة عن حارة مصرية يعيش فيها شاب فقير صاحب مقهى وآخر فتوة صاحب كباريه، وطبعا يحدث بينهما صراع على الزبائن يستدعى دخول لبلب الغلبان الضعيف فى مواجهة مع عنتر القوى المفترى، ويقومان بالرهان ومعهما الحارة على من يستطيع فيهما قهر الآخر بضربه عددا من الصفعات على وجهه، وبالفعل وبالحيل الذكية ومساعدة بعض من أهل الحارة الطيبين يستطيع لبلب الضعيف سكع عنتر كل قلم يطرقع على وشه، وينتهى الفيلم بفوز لبلب على عنتر فتوة الحارة عريض المنكبين، فيلم بسيط ولكنه يحمل حكمة الإنسان والحيوان معا حين استطاع الفأر أن يغلب الأسد فى حكايات كليلة ودمنة.

وللحق فإن ما آراه ونعيشه منذ فترة فى مصر فى العلاقة بين جماعة الإخوان الحاكمة والمجلس العسكرى والشعب معهما يستدعى بشدة إلى ذاكرتى أحداث عنتر ولبلب والصفعات، ولكن لا تتسرع وتظن أنى أشبه مثلا الإخوان بلبلب أو شكوكو الفقير الضعيف الذكى أو أنى أشير للمجلس العسكرى ورجاله باعتبارهم عنتر أو سراج منير الفتوة الذى يفتقد العقل ويأخذ الصفعات الواحدة تلو الأخرى، لا على رسلك أيها القارئ الكريم فعلاقة المجلس بالإخوان تذكرنى بعلاقة لبلب وعنتر ولكن مع اختلاف بسيط فى أن الجماعة والمجلس يتبادلان الأدوار فأحيانا يكون المجلس لبلب الذى يصفع وأحيانا عنتر الذى يُصفع، ونفس الأمر فى حالة الإخوان فهم مرة شكوكو ومرة سراج منير وهناك فارق آخر بين عنتر ولبلب الأربعينيات وعام 2012 وهم سكان الحارة ففى الأربعينيات كان أغلب السكان مع لبلب الغلبان على المفترى عنتر، ولكن فى عام 2012 تنال سكان الحارة الصفعات والركلات من عنتر ولبلب أثناء صراعهما وتحدث لهم حالة توهان ويتساءلون فيما بينهم: من عنتر؟ ومن فيهم لبلب؟ لأنهم يرونهم بين الحين والآخر يتبادلون الملابس.

كما أن هناك فارقا كبيرا آخر أن نهاية الفيلم الحديث ليست بنفس بساطة القديم التى قالت إن الأذكى والأطيب هو الذى ينتصر والشرير الغبى ينهزم لأن فى الفيلم الحديث أهل الحارة هم من سينهزمون ولبلب وعنتر سيرثان الحارة وربما سيقتل أحدهما الآخر لكن من سيكون لبلب؟ ومن سيكون عنتر؟

لو عرفت الإجابة لك الشكر نورنا لأن أهل الحارة ضلموا.

وفى حياة المصريين أشياء أخرى بالتأكيد غير فيلم عنتر ولبلب وهى مسلسلات رمضان التى قاربت على الانتهاء والتى لم يفز فيها الكثيرون ولكن أيضا لم تخسرها الأغلبية وللحق فإن أكثر ما يثيرنى فيها هى نمط متكرر فى مسلسلاتنا صار باترون يتكرر من مسلسل لآخر على مدى سنين حتى حفظه المشاهدون وهى شخصية الصعيدى كما فى سيدنا السيد وشمس الأنصارى وغيرها وشخصية اليهودى الإسرائيلى كما فى فرقة ناجى عطا الله ومسلسل الصفعة لشريف منير، لماذا كل الصعايدة وحكاياتهم فى مسلسلاتنا صاروا باترون نمط وهو غير حقيقى؟ وكل الإسرائيليين بيقولوا حبيبى وهم خنف ونساؤهم يشبهن إستر بتاعة رأفت الهجان وكل ضباط المخابرات نسخة مكررة منذ مسلسل جمعة الشوان؟ فيا كتاب الدراما ومخرجيها ليس كل الصعايدة جمال سليمان وليس كل اليهود فاروق فلوكس.. اجتهدوا قليلاً قليلاً يرحمكم الله ويرحمنا.

نقطة نظام: هناك ملايين يتابعون عنتر ولبلب ولكن هناك ملايين آخرين يتابعون مسلسلات رمضان وسواء كنت متابعا هذا أو ذاك أو حتى مشترى دماغك ومكبر فتذكر أنك واحد من أهل الحارة.. حارة عنتر ولبلب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة