مقدمة لابد منها:
عفوا أيها القارئ المحترم لم أقصد بالعنوان استهانة اللغة العربية التى أكتب بها وأجلها وأستخدم بدلا منها لغة الشارع الدارجة الروشة بهدف الاستخفاف بها، ولكنى والله بعقد الهاء ما وجدت فى اللغة عبارة تصور حالنا هذه الأيام، ونصيحتى لمن يريدونها إلا هذه العبارة التى تقول ما تركزش علشان ما تهيسش وتلك هى بعض من الأسباب:
فيما مضى من السنين التى سبقت ثورة يناير كان نظام الحكم لا يستمع لأحد، كان يقرأ ويسمع ويشاهد ولكنه يسير فى طريق ما يريده، وإن نبهه أحد وقال له خلى بالك الشعب معترض كان يهز كتفيه ويكمل طريقه، ثم قامت الثورة وتصورنا أن هذه الأخلاق ستتغير ليس فى الحكام فقط، ولكن فى المحكومين أيضاً، ففى ميدان التحرير سابقاً ولمدة 18 يوماً فقط كان من يخبط أحدا يسارع فى الاعتذار رغم الملايين، وعشرات بل مئات من الظواهر التى كانت تحدث وتنبئ بأننا شعب ودولة ستركز فيما حولها جيدا وبشكل إيجابى.
ولكن خابت الظنون وأصبح علينا لكى نتعايش هذه الأيام ألا نركز فى أى شىء على الإطلاق، لأنك لو ركزت العقل والبصر والسمع والفؤاد فأنت بالتأكيد لا محال إلا أن تهيس تهييس السنين، ودعنى أطرح عليك عددا قليلا من أمثلة ضرورة عدم التركيز علك توافقنى الرأى أما وإن لم توافقنى فركز ولك الله:
1 - المضيفون الجويون يطالبون بحقهم فى إطلاق اللحى أسوة بالضباط الذين يحاربون للحصول على هذا الحق، بالله عليكم أليس لكل الوظائف فى العالم اشتراطات مرتبطة بقبول الوظيفة تلزم صاحبها باتباع شكل معين أو زى موحد أو ما شابه من اشتراطات ولو تجاوزت الأجهزة عن ذلك فقد نجد يوما بعض المضيفين على طائرات مصر للطيران مرتدين الجلباب القصير أو ضابطا يقف فى قسم شرطة مرتديا لباساً أفغانياً، ولكن للعجب تجد برامج وأخبارا وناسا تتناقش فى الأمر وتفسح له المجال فهل أمامنا من فعل إلا ألا نركز علشان منهيسش!!
2 - كلما حدثت حادثة فردية عابرة تنم عن تطرف مثل رجال أو نساء يوقفن البعض فى الشوارع للأمر بالمعروف أو النهى عن المنكر كما يقولون أو حتى تتحول لجريمة، كما حدث فى أبوكبير بالشرقية أو حادث السويس يخرج علينا من داعمى التيارات المتأسلمة ليقولوا لنا إن هذه الأفعال والتصرفات من فعل أمن الدولة المنحل وفلول النظام السابق، وإذا ناقشت أحدهم ربما ضمك إلى قائمة أعداء الثورة ولا أحد يتساءل، ولماذا لم يتم اتهام أمن الدولة فى حوادث التطرف التى حدثت إبان الثورة مثل هدم الكنائس أو تهجير عائلات أو غيرها، وكان الجيش وقتها يستعين بمشايخ الفتن الفضائيين لينهوا المشاكل، ولماذا لم يقل وقتها أحد أن هذه أعمال فيها رائحة أمن الدولة، ألا تشبه هذه الحوادث فى تطرفها ما حدث من قبل؟ أم أن الجماعات المتأسلمة بعد أن تمكنت، اعتادت أن ترجع كل جريمة لأمن الدولة المنحل بدلا من أن تحمل وزرها للتطرف؟ أم ربما تريد أن تقول للداخلية خالصين فزمان كل حادث كنتم تنسبوه للمتطرفين واليوم كل حادث سننسبه لكم، طيب هما بيقوا خالصين ولكن ماذا عنا نحن عوام الناس، ليس أمامنا غير ما نركزش علشان منهيسش!!
3 - السادة أعضاء حزب النور السلفى فى اللجنة التأسيسية للدستور الذين رفضوا القيام احتراما للسلام الجمهورى للدولة لأنه حرام فى شرعهم الوقوف تحية للعلم أو للموسيقى بعضهم دعته السفارة الأمريكية لحفل عيد الاستقلال الأمريكى ومنهم عماد عبد الغفور رئيس الحزب، الذى تم تصويره وهو واقفاً احتراما للسلام الجمهورى الأمريكى!! طيب يعنى الوقوف لسلام مصر حرام وسلام وموسيقى أمريكا حلال؟؟ وفى هذه الحالة لا تملك إلا ألا تركز علشان متهيسش!!
4 - وقت أن لوح الكونجرس الأمريكى بقطع المعونة عن مصر صرخ البعض سنحيا كراما والحرة لا تأكل بثديها وفتحوا حسابا فى أحد البنوك لجمع المعونة فى أيام، ونادوا على القاصى والدانى هلموا يا أبناء الوطن ادفعوا لتحموا الديار، طيب وتراجع الكونجرس ودفع المعونة وبدأنا فى طلب السلف من البنوك الدولية ولكن حساب البنك وتبرعات أهل الخير بدون حس ولا خبر، وإن سألت هى فين تبرعات بدل المعونة تجد ألف يد تدفعك وتتهمك بأنك ضد الوطن فلا تملك إلا إنك ما تركزش علشان متهيسش!!
5 - إذا سرت فى شوارع المحروسة ووجدت الباعة الجائلين من كل صنف ولون يسدون الشوارع وتساءلت أو استنكرت وضعا خاطئا، ووجدت ألف من يقول لك، وبينهم مسؤولون إنهم ناس تبحث عن لقمة عيش والدولة لابد أن توفر لهم مكانا وحتى يحدث ذلك خليهم ياكلوا عيش، فربما تفكر أن القانون لا يسمح بأى فعل بتبرير أكل العيش وإلا فمن حق امرأة فقيرة مثلاً أن تأتى بأبنائها وتضع خيمة أمام بيتك الخاص وتسد مدخله بعربة فول، لأنها تأكل عيشا أو كما حدث أمام القصر الجمهورى من انتشار باعة الحلبسة والشاى والقهوة أو غير ذلك، ولكن إذا اعترضت وقلت غلط، قيل لك أنت ضد الغلابة وثورة مضادة فترد يا ناس الثورة كانت على تجاوز القانون ولكن لا عليك فلا تستمر فى النقاش كل ما عليك أن تفعله هو ما تركزش علشان متهيسش!!
والحكايات كثيرة والأمثلة بالآلاف كلها تدعوك إلى أنه لكى تستمر فى الحياة فى هذا البلد فلا بد أن ترفع شعار ما تركزش علشان متهيسش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة