بعد السلام والتحية الواجبة لن أقدم التهنئة المتعارف عليها لأننى لم أكن أريدك رئيساً لبلادى وإنما أشد على يدك، لأنك منتصر فى معركتك الانتخابية الأشرس فى تاريخ هذه البلاد. لقد أصبحت رئيساً للبلاد وأنت لست أفضل من فيها، ولكن تلك هى مشيئة الله ولذا فأنت مبتلى بالمهمة الأصعب فى تاريخنا السياسى، ولديك من المهام ما تنوء به الجمال ومن الشعب ما لن يغرر به أو يصبر طويلا، إن هى إلا شهور قليلة، ويبدأ الحساب على كل تفصيلة ولن تقبل الأعذار فلا رصيد لك لدينا بل إن انتماءك الفكرى وهو حق لك لا ننكره وضعك فى موضع المتهم بالبحث عن مصلحة الجماعة فقط دون الالتفات إلى المصلحة العامة ويراك معارضوك وأنا منهم بل أكاد أكون أشرسهم أنك لن تستطيع الخروج من هذا المأزق. وهنا أقدم النصح لك قبل أن أحاسبك على ما لم تقم به:
اخرج عن الجماعة ولا تكتفى فقط بالخروج منها وانظر لطلبات الجماهير بدون مشورة الجماعة وإنما بمشورة من هم الوطنيون الأحرار من تيارات وأفكار مختلفة وهم كثيرون، إن أصبت فقد حققت مصلحة الوطن والتفت حولك الجماهير وحينها لن يستطيع أحد أن يمسك بمكروه فستكون فى حماية كل المصريين ومن فوقهم الخالق.
فليكن معيار اختيارك لمعاونيك هم أهل الخبرة والضمير الوطنى المتقد دائماً لمصلحة مصر فقط مهما اختلفت معهم فكريا أو اتفقت، وقد تجد ممانعة ومقاومة من الجماعة فى ذلك.. لا تتردد ولا تهتز وضع مصر أمام عينيك فأنت الآن رئيس مصر بكاملها أى أنك صاحب الكادر الأعلى تنظيميا إن صح القول فلا ولاية لأحد عليك سواء إن كان المرشد أو نوابه، ولكن يبقى من هو فوق سلطاتك ومصدرها ألا وهو الشعب الذى انتخبك جزء منه اقتناعا وجزء منه كراهة فى منافسك أما الأغلبية الساحقة فتنظر إليك بعين حذر وترقب وتنتظر منك الكثير وأنت تعلم أن الله خير حافظ ومعين.
لا تسمح أو تحاول بتغيير طعم وشخصية وهوية المصريين فهم أمة وسط وقوم اتزان وأهل علم يحبون الدنيا ويعملون للآخرة ويرجون لقاء الله، وهذا هو سر عظمة هذا الشعب الذى إن أرضيته فسوف يرضى ضميرك ويرضى عنك المولى عز وجل.. كن حازما فى قرارك بعد أن تعطيه الوقت الكافى من التفكير ومحاولات التدبير وكن رقيق القلب مع شعب يعانى منذ عشرات السنين فاعطه حقه ما يريد من الحرية وما يستحق من الكرامة وإلا انتزعوها منك انتزاعا. أكتب لك هذا وأنا أكثر من عارض توليك وسأستمر بمنتهى الشراسة، وقد أصبح أكثر ضراوة إن خاب ظنى فيك..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة