هانى صلاح الدين

بعبع «الثانوية» وتردّى التعليم إلى متى؟!

الأربعاء، 04 يوليو 2012 12:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى إلى متى يستمر فصل النظرية عن التطبيق فى التعليم المصرى، فمؤسساتنا التعليمية، سواء ما قبل الجامعى أو الجامعى، تعانى من فصل تام بين النظريات التى تدرس فى مدارسنا وجامعاتنا وبين التطبيق العملى لها، وذلك بالرغم من أن جميع الخبراء التعليميين يؤكدون أن النهضة التعليمية تنطلق من أسس ثلاثة، أولها وضع استراتيجية تعليمية طويلة الأمد لا تتأثر بتغيير الوزراء، وتنبعث من ثوابتنا الوطنية والإسلامية، وثانيها ربط تام بين النظرية والتطبيق العملى لها، وثالثها ارتباط المناهج التعليمية بسوق العمل واحتياجاته.

ولكن للأسف، نجد أن الأسس الثلاثة فى مصرنا التائهة بين تخبط الحكومات المختلفة وخضوع الوزارات لأهواء الوزراء -قد انهارت، فلا توجد استراتيجية طويلة أو حتى قصيرة الأمد، فكل وزير يأتى يهدم ما قبله ويبدأ من أول السطر.

كما نجد أن هناك فصلاً تاماً بين النظرية والتطبيق العملى لها، ويكفى أن نعلم أن التقويم التراكمى الذى طبقته دول العالم المتقدمة، وكان له الفضل فى نهضة الكثير من الدول، ويقوم أصلًا على التطبيق العملى للتدريس، تحول بقدرة الإهمال ونقص الإمكانيات وفشل المسؤولين إلى نظام مبتور عمق فصل النظرية عن تطبيقاتها العملية، أما العنصر الثالث فهو غير موجود بالمرة.

وخير دليل على ذلك التعليم الثانوى المصرى، الذى أصاب أبنائنا بالاكتئاب وكراهية التعلم، فتحولت امتحانات هذا العام التى قاست الحفظ والتلقين فقط، إلى مجزرة للطلاب كالمعتاد، ووجدنا بعض الطلاب ينهون حياتهم بالانتحار بسبب هذا البعبع، الذى لا يرعب الأبناء فقط بل كل الأسر المصرية. إن هذا النظام العقيم للامتحانات، لن يحل مشاكله النظام الجديد الذى أقره البرلمان، وهو نظام العام الواحد، فما هو إلا جزء من العلاج فقط، لكن على الحكومة القادمة، أن تسعى بكل قوة لتغيير شامل فى نظامنا التعليمى، حتى يكون منتجا لخريجين صالحين لأسواق العمل المختلفة، ولا يقوم على الحفظ بل لابد من دعم التطبيقات العملية لما يدرسه الطلاب.

أصبح من الضرورى بعد ولاية رئيسنا الجديد، أن تتغير نظرة أصحاب القرار فى مصر نحو التعليم، فواقعنا يشهد بمدى الإهمال الذى تعانيه المؤسسات التعليمية، ويكفى أن نعلم أن أكثر من %20 من طلاب مرحلة التعليم الأساسى يعانون من أمية القراءة والكتابة.

أصبح لزاماً علينا إذا أردنا أن نركب قطار الحضارة من جديد، ونأخذ مكاننا فى عالم أصبح لا يعرف غير لغة العلم والتكنولوجيا والتقدم العلمى الذى لا يرحم الجهلاء أو أنصاف المتعلمين -أن نخطط من جديد لتعليمنا بحيث نضع خططاً واستراتيجيات جادة، منبثقة من هويتنا وثوابتنا الإسلامية والعربية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة