منذ إعلان الرئيس عن اختيار د. هشام قنديل لرئاسة الوزراء، وجدنا الكثير من السياسيين خرجوا علينا، عبر المواقع الاجتماعية «الفيس بوك والتويتر»، بين مؤيد ورافض لهذا الاختيار، وبالطبع من حق الجميع أن يقيموا القرارات السياسية كما يتراءى لهم.
لكن ما أتمناه ألا يقف دور هؤلاء عند إبداء الآراء وفقط، فالإيجابية تستوجب وضع الحلول للمشاكل المطروحة، والمشاركة بقوة فى نهضة الوطن، وما أعيبه على بعض القيادات السياسية، أنهم أصبحوا مثالا للانسحابية، واكتفوا بصب اللعنات على الواقع السياسى عبر تغريداتهم على التويتر!، فهاهو د. البرادعى يرفض أن يتولى منصب رئيس الوزراء، فى الوقت الوطن أحوج فيه لكل جهود المخلصين من أبنائه، متعللا بأسباب واهية، وواضعا شروطا تعجيزية كما حدث من قبل، عندما طالبه أنصاره بالترشح للرئاسة.
وهاهو المناضل حمدين صباحى الذى اعتز به كثيرا، ولايستطيع أحد أن ينكر نضاله الطويل ضد النظام البائد الفاسد، يمتنع عن لعب أى دور سياسى رسمى، بعد خروجه من سباق الانتخابات الرئاسية، بالرغم من أن مشاركته فى هذه المرحلة كانت ستكون إضافة وطنية، لكن من حوله أقنعوه أن يحافظ على مشروعه الرئاسى، وألا يعضد الرئيس المنتخب بالمشاركة فى صناعة القرار، متناسين أن الترفع عن الانحيازات الحزبية والسياسية، من أعظم التضحيات التى تستوجبها الظروف التى تمر بها مصر، وأرى أن صباحى لو شارك فى الفريق الرئاسى، ستكون جهوده خير دعاية له فى الانتخابات الرئاسية القادمة.
ولنكن أكثر صراحة فإنى أرى أن هناك نوايا من بعض السياسيين، تستهدف إفشال الرئيس د. مرسى، وتضييق الخناق عليه فى الاختيارات لمساعديه، حتى ينزلق للاعتماد على الإخوان، وفى هذا الوقت سيخرج علينا هؤلاء السياسيون يملأون الدنيا ضجيجا، بأن الإخوان خانوا العهود، وكذبوا على الشعب، وتخرج علينا زفات «إخوان كاذبون»، وبالطبع ستكون الفضائيات أداة لينة طائعة فى أيديهم، فهم فى تربص مستمر بالمشروع الإسلامى، أو يدفعوا بالرئيس لاختيارات ضعيفة، فيخرجوا علينا أيضا ليؤكدوا على ضعف الخبرة السياسية لمتخذى القرار!
هذه هى حساباتهم، لكن تناسى هؤلاء أن المخلصين لأوطانهم، المستهدفين لنهضة بلادهم، حقا على الله نصرهم وتوفيقهم، ولعل قرار مرسى بتكليف د. قنديل برئاسة الوزراء، من وجهة نظرى كان موفقا، وبداية لتكوين وزارة قوية، ستعبر بالبلاد من هذه الظروف الصعبة.
ومازلت أراهن على وطنية هؤلاء السياسيين، وأنهم سيعودون للاصطفاف الوطنى، وسيبذلون جهدا يساوى مايكنونه من حب لمصر، أدعو الله أن يتحقق ذلك فى أقرب وقت، حتى تكتمل فرحتنا، وتتوحد صفوفنا فى شهر الوحدة فى رمضان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة