كلما أظلنا رمضان نستشعر جميعا بأننا نحتاج لمراجعة النفس، من أجل اكتشاف الأخطاء وتصحيح المسار، والاعتراف بالتقصير والتوبة عنه، كما أن رمضان يرسخ لدينا معانى كثيرة، من أعظمها التجرد والإخلاص، فحكمة الصوم تكمن فى هذه المعانى، ولذلك قال الله فى الحديث القدسى «الصوم لى وأنا أجزى به» لأنه المطلع الوحيد على صدق الصائم وتجرده أو كذبه فى النوايا.
لذا أرى أن هذا الشهر العظيم كما أنه فرصة للعودة إلى الله فإنه أيضا فرصة للإصلاح والنهضة، فرمضان ما شرع صومه إلا للإصلاح الشامل لحياة الإنسان، ولذلك نجد أن كل سلوك يمس حقوق الآخرين ينقص من أجر الصائم، بل الكذب والخديعة، تذهب بأجر الصيام، وأكبر ما يبطل أجر الصيام النفاق الذى يغتال المجتمعات، وأيضا الصمت على الباطل وعدم مناصرة الحق.
ومن أخطر ما يرتكبه الصائم عدم أداء الواجبات، سواء نحو المجتمع أو الأفراد، فالصيام يوجب علينا القيام بمهامنا، وما حقق المسلمون إنجازاتهم الكبيرة وانتصاراتهم التاريخية إلا فى ظل شهر رمضان، وخير دليل على ذلك غزوة بدر ومعركة عين جالوت ونصر أكتوبر.
وأرى أن رمضان فرصة ذهبية للسياسيين المصريين بمختلف اتجاهاتهم، لكى يراجعوا أنفسهم، ويعمقوا سلوكيات رمضان فى أدائهم السياسى، فالتجرد والإخلاص لله ثم للوطن ينقذنا من التعصب للحزبية ويرتفع بنا لرفعة البلاد وإيثار مصالح الشعب على ما دونها، كما أن البعد عن الكذب والخداع ينقذنا من فتنة التمزق والتشرذم، ويعود بنا لوحدة الصف ولم الشمل ونبذ الفرقة والتناحر على مكاسب حزبية ضيقة.
ولو عاش بعض السياسيين والإعلاميين، خاصة المحسوبين على النظام السابق والمنتمين لجهات أمنية نعلمها جميعا، حقيقة شهر الصيام لرجعوا فورا عن محاولاتهم المستمرة لإجهاض الثورة، وإضعاف الثوار، وندموا على تصريحاتهم الكاذبة، وتلفيقهم تهما باطلة لسياسيين وطنيين.
كما أرى على شعبنا العظيم أن يجعل رمضان انطلاقة لنهضة شاملة وإصلاح عام، نتبنى من خلاله برنامج الـ100 يوم للرئيس، ونحوله بتكاتفنا جميعا لواقع عملى، حتى لو عجزت الأجهزة التنفيذية عن أداء دورها، سواء بقصد أو غير قصد، فالوطن وطننا جميعا، والثورة ثورة المصريين، ووجب علينا التصدى بكل قوة لمن يحاول أن يعود بنا للخلف، ولنكن جميعا عينا على كل مقصر وفاسد، يحاول أن يعرقل مسيرة الإصلاح، خاصة أن لدينا رئيسا يسمع لنا جميعا، ويعزز الدور الشعبى فى الإصلاح، فصيامنا يوجب علينا أن نكون إيجابيين، ومشاركين فى نهضة مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة