هذا هو الواقع أيها الرئيس مرسى.. أعلم أنك كنت تتوقع تلك المسؤولية الثقيلة، لكنك أبدا لم تتخيل أنها بهذه الثقل والسخافة، ربما لأن جزءا منك كان يحلم بالمعنى الجميل والمشرق لأن يكون الفرد رئيسا لجمهورية مثل مصر، فهى الهيبة والحضارة، وقيادة أكبر شعب فى المنطقة العربية، وكذلك أحلامك الشخصية بالتمكين، ونشر مبادئ حسن البنا. وربما أيضا كنت تعتقد أن التنظيم سيحمى ظهرك فى الشارع، كما يفعل بعض الإعلاميين الآن بالذود عنك حقا وباطلا, وسيجهض هذا التنظيم أى مظاهرة ووقفة احتجاجية قد تعطل مشروع النهضة، وسينظم المرور، ويرفع القمامة، ويعيد الأمن للخائفين، ويحميك من خصومك السياسيين، ويحشد الجماهير فى مليونيات تأييدك.
هيهات هيهات سيدى الرئيس، ها هى الحقيقة أمامك.. مظاهرات فى كل مكان، واختناقات مرورية، واشتباكات سياسية، وأحكام قضائية تهدم جزءا مما تحاول البناء، وألغام اقتصادية تخرج لك لسانها فى تحد لقدرتك على الصبر، ومواطنون يصنعون الكمائن لبعضهم البعض، ويقطعون الطرق ويسقطون القطارات، حتى الكهرباء التى يتكرر انقطاعها ليست سوى واحدة من المشاكل التى قد تنتهى فترتك الرئاسية دون أن تجد لها حلا.
لا تنس أن بعض الخبثاء يعتبرون انقطاع التيار فى بداية رئاستك نوعا من الشؤم بوصفك «الرئيس المظلم»، أضف إلى ذلك أمانتين فى عنقك، هما التحدى الحقيقى أمامك، الأول أن نرى نتيجة لدواوين المظالم، والخطوط الساخنة التى خصصتها لمشاكل الناس، والآخر أن تتخلص فعلا من سيطرة مكتب الإرشاد على تفكيرك.
نعلم أنه ليس لك ذنب فى كل هذه المشاكل، لكنها جميعا فى رقبتك الآن، وأنت مسؤول عن كل نفس تموت فى مستشفى انقطع عنه التيار، وكل ضحية فى مشاجرة على أولوية المرور فى الشارع، وكل من راح ضحية إهمال أو فقر، أو بلطجة وقطع طريق.
ولا تضق ذرعا بمن يسلخون جلدك يوميا بالنقد والعتاب، أو حتى التجريح، ليطلبوا منك أن تخلصهم من العذابات اليومية، واعلم أن الاستمتاع بالحكم يبدأ عندما يقترب الحاكم من نهايته، والحكام خلقوا لخدمة الشعوب، والحكم لله وحده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة