هانى صلاح الدين

أبكيتنا يا د. مرسى

الإثنين، 02 يوليو 2012 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح د. محمد مرسى بجدارة فى ترقيق قلوبنا جميعاً، وإدماع عيوننا يوم الجمعة الماضى، مرتين، الأولى عندما شاهدناه يبكى مع ذكر وزير الأوقاف أثناء الخطبة آيات عزة الله للمصلحين وإذلاله للمفسدين، فوجدنا دموع رئيس الجمهورية تتساقط، متذكراً فضل الله عليه، وعلى ثورتنا والتمكين لها، مماجعلنا نتذكر جميعاً فضل الله على كل المطاردين من النظام الفاسد البائد، الذى زج بهم فى ظلمات السجون والمعتقلات، دون ذنبو معتبرا انتماءهم لوطنهم وحبهم له، جريمة لابد من المحاسبة عليه.

والموقف الثانى عندما ألقى خطابه الممتلئ بالإخلاص والحب للوطن، وثورتنا العظيمة وشهدائها، وتصميمه على الالتحام بأبناء الميدان ومحاولاته المستمرة لمنع الحرس الجمهورى، حتى لا يحولوا بينه وبين شباب الثورة، وكلماته التى أشعلت مشاعرنا الوطنية، وأشعرتنا باسترداد كرامتنا التى سلبها النظام البائد، فكلمات الرجل أشعرتنى أنه قائد ربانى، وزعيم سياسى، وحارس أمين لوحدة الوطن بمسلميه ومسيحييه، وثورى لا يهدأ له بال حتى تكتمل أهداف ثورتنا العظيمة، مستهينا فى سبيل ذلك بحياته التى وهبها للوطن والشعب.

لقد أرسل د. مرسى خلال خطابه بميدان التحرير، رسائل قوية لكل من تحدثه نفسه بالاقتراب من مكتسبات ثورتنا، أو من يحاول الانتقاص من صلاحيات الرئيس، لذا أتوقع أن يفهم المجلس العسكرى هذه الرسالة جيداً، خاصة أنها صادرة ليس من رئيسنا، بل من ملايين الشعب المصرى، المصممين على استكمال مشوار الثورة مع رئيسهم، وما يبقى له إلا أن يخرج من المشهد السياسى، قبل أن يغضب الشعب، ويعلم قيادات العسكر ماذا يعنى غضب الشعب.

لقد نجح د. مرسى بامتياز فى لم الشمل القوى الثورية، وفئات المجتمع المختلفة بخطابه الثورى الذى سيسجله له التاريخ بحروف من نور، فلأول مرة فى تاريخنا الحديث نرى حاكماً، يحتمى بشعبه ويرتمى فى أحضانه، ويفتح أبوابه أمام البسطاء، مذكرنا بتاريخ خلفائنا الراشدين، مقتديا بهم سائراً على دربهم.

لقد كان خطاب رئيسنا يوم الجمعة الماضى، علامة فارقة فى تاريخنا، فقد حطم الرجل بكلماته سياسة التبعية الذليلة للنظام العالمى التى تقودة أمريكا، معلنا للعالم أن مصر القوية عائدة من جديد، وتمد يدها بالسلام للعالم، محذراً من تحدثه نفسه بالمساس بأمنها، مؤكدا أن علاقات مصر الخارجية ستقوم على المساواة بل الندية، مدعما البعد العربى والإسلامى والأفريقى، التى فقدتها مصر على مدار 30 عاما بسبب ذل وخنوع النظام السابق.

أرى أن يوم الجمعة الماضى كسب الشعب المصرى، قائداً ثورياً، وحاكماً مخلصا، وخادما للوطن، فعلينا جميعاً دعمه ومناصرته، ومواصلة العمل ليل نهار، حتى تخرج بلدنا من النفق الضيق، وترجع لدورها القيادى عالمياً ومحلياً.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة